يبدو لي أن ليز لوندونو وفق كثيراً في تقييم خطاب الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي حول الشرق الأوسط، حين قال إنه مثّل محاولة غير ناجحة للتوفيق بين المصالح الاستراتيجية والمبادئ الديمقراطية، وذلك ببساطة لأن المساحة الواسعة التي خصصها أوباما ضمن خطابه للحديث عن الاحتجاجات والتحولات الديمقراطية في العالم العربي، لم تسلم من تناقض ملحوظ وازدواجية غير خافية، ومن ثم بدا هذا الجزء من الخطاب غير ملهم ولا مقنع. أما المصالح الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وأهمها ضمان امدادات النفط وأمن إسرائيل، فأعتقد أن أوباما لم يخدمها من خلال تركيزه على أولوية الأمن الإسرائيلي وتجاهله كلياً حقوق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وضحية محتليها. وقبل هذا وبعده، لا يمكن مطلقاً التوفيق بين تأييد الديمقراطية وتأييد الاحتلال، فالتأييد الأول فكرة تعلي من شأن الإرادة الحرة للناس، والثاني مصادرة لهذه الإرادة وإلغاء لمجال ممارستها (الوطن) كلياً! شعبان عبده -الأردن