في إطار حرصها على التواصل المجتمعيّ، ومعرفة مشكلات المواطنين ومقترحاتهم، بحث وفد من شرطة أبوظبي، مؤخراً، عدداً من الموضوعات المجتمعيّة والقضايا المهمّة مع المواطنين في منطقة البطين، هذا النهج الذي تحرص شرطة أبوظبي على ترسيخه باستمرار يستهدف دعم التواصل بين أفراد المجتمع والشرطة، ضمن استراتيجيّتها الهادفة إلى إشراكهم في الجهود الأمنية، انطلاقاً من قناعتها العامة بأن الحفاظ على الأمن أصبح مسؤوليّة مشتركة لأفراد المجتمع كافة، وليس مهمّة أجهزة الأمن فقط، خاصة مع التطوّر السريع في نمط الجرائم المستحدثة التي يشهدها المجتمع، وبروز بعض الظواهر المجتمعيّة الدخيلة كانحراف بعض النشء والشباب، وميلهم إلى العنف والجريمة، أو ارتكاب بعض السلوكيّات نتيجة الجهل بالقانون، وهي التحديات التي تلقي بظلالها السلبيّة على الأمن والاستقرار في المجتمع، وتقتضي أن يكون هناك تواصل أو حوار مستمر بين الشرطة والمواطنين، يمكن من خلاله توعية المواطنين بطبيعة هذه التحدّيات، وكيفية التعامل معها، والتصدي لها. تدرك شرطة أبوظبي أهميّة التواصل مع أفراد المجتمع، وهي تلجأ في ذلك إلى العديد من الآليّات لتفعيل هذا التواصل وتعظيم مردوداته، لعل أبرزها استطلاع آراء الجمهور في الخدمات التي تقدّمها، ومعرفة مقترحاته لتطويرها، وهذا أمر ينطوي على أهميّة كبيرة، لأنه يسهم في تطوير العمل الشرطي، ويضمن أن تكون الخدمات التي يتم تقديمها معبّرة بالفعل عن احتياجات أفراد المجتمع، وإضافة إلى ما سبق تحرص شرطة أبوظبي على التواصل الدائم مع الجمهور عن طريق الاتصال المباشر وغير المباشر بغية رفع الإدراك والوعي الأمنيّين لديه، بل إنها في كثير من الأحيان تعوّل على أفراد المجتمع، وإشراكهم ضمن جهود تنفيذ الحملات الأمنيّة التي تقوم بها، كقضيّتي مخالفي الإقامة، والنصب الإلكتروني، وغيرهما من القضايا المهمة التي تتطلّب تفاعل أفراد المجتمع، والإبلاغ عن أيّ مخالفات تهدد أمن المجتمع واستقراره. ولعل ما يجسّد التواصل المجتمعي لشرطة أبوظبي، هو انخراطها بصورة واضحة في العديد من المشكلات التي أصبحت تشكل أولوية متقدّمة في دائرة اهتمامات المجتمع، والبحث عن حلول غير تقليدية لها تكمل الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة المختلفة، يبرز في هذا الشأن حملات التوعية التي تطلقها بشأن بعض الظواهر الصحية الخطرة المنتشرة في الدولة كالسمنة والسكري، وحملات ترشيد الطّاقة والمياه، إضافة إلى المبادرات التي تطرحها من آن إلى آخر وتحث من خلالها أفراد المجتمع على اتّباع بعض السلوكيات الإيجابيّة كالمشاركة في الأعمال التطوعية، أو الانضمام إلى حملات التبرع بالدم، وهي في هذا كلّه لا تغفل التواصل الإنساني مع أفراد المجتمع بفئاته كلّها، ولعل مبادرتها اللافتة للنظر في شهر أبريل الماضي باستضافة أحد الأطفال يبلغ من العمر 13 عاماً، وذلك لتحقيق حلمه بأن يصبح ضابطاً لمدّة يوم واحد، في شرطة أبوظبي، تعكس بوضوح مدى حرصها على قيمة التواصل المجتمعيّ والإنسانيّ، وهذا هو الذي يفسر لماذا تحظى بالتقدير والاحترام من جانب أفراد المجتمع. إن حرص شرطة أبوظبي المتواصل على تفعيل التواصل المجتمعي، والانخراط في حلّ المشكلات المختلفة، يؤكّدان بوضوح أنها تتبنّى رؤية شاملة وحضارية لمفهوم الأمن، تتجاوز المفهوم الشرطيّ الضيّق إلى ممارسة مهام أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية تتصل بشكل أو بآخر بأمن المجتمع واستقراره، ولهذا فإنها تصنّف في مرتبة متقدّمة عالمياً بصفتها واحداً من أهم الأجهزة الشرطية التي تطبّق أحدث النظريات الأمنية في الإدارة والتطبيق. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية