لا أتفق مع البعض ممن يرون أن ما يجري حالياً من تحركات احتجاجية في دول عربية معينة، يمثل ظاهرة عامة مرشحة للانتقال من بلد عربي لآخر، بل أعتقد أنها تحركات جاءت من رحم ظروف محلية وتغيرات ثقافية تخص كل دولة عربية على حدة. بل أكثر من ذلك، فإن هذه الاحتجاجات قد تظهر في دولة عربية بعينها ثم تتراجع وتخبو دون أسباب واضحة، والمثال الواضح على ذلك هو العراق الذي شهد تظاهرات ضخمة، ولعدة أسابيع متوالية، لكن سرعان ما اختفت تلك التظاهرات، حيث تبدو الساحات العراقية في هذه الأيام خالية من أي تحرك غير اعتيادي، مما يعني أن الربيع العربي قد تحول في العراق إلى "صيف بارد" يخلو من أي مظاهر لافتة أو غير معتادة بالنسبة للعراقيين. محمود محمد -لبنان