يبدو أن موسكو وواشنطن لم تخرجا نهائياً، وإلى الآن، من الرهانات الجيوسياسية للحرب الباردة. وذلك ما تؤكده التصريحات الروسية الأخيرة حول دور حلف شمال الأطلسي في ليبيا، والتي اتهمته بتخطي حدود التفويض الدولي، إضافة إلى ما أعلنته موسكو من أنها تمتلك صواريخ قادرة على اختراق أي درع صاروخي تقيمه الولايات المتحدة في أوربا الشرقية. وبقدر ما يساور روسيا شعور بالقلق على آخر الجيوب المتبقية لنفوذها في الشرق الأوسط، لاسيما ليبيا وسوريا، فإن التوافق الضمني حول مشروع الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية، لم ينه الخلاف بين موسكو وواشنطن على ذلك المشروع. أما البعد الآخر للنسخة الحالية من الحرب الباردة فربما يمثله تمنع روسيا عن الخضوع لكونية النسخة الأميركية من النظام الديمقراطي، حيث يصر بوتين على تطبيق ديمقراطية تؤمن له الإمساك برئاسة الكريملن مجدداً! علي فهمي -القاهرة