قدّم الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله الأخير، "الاحتجاجات العربية... بين الكرامة والفقر!"، طروحة تشرح أسباب الاحتجاجات العربية الأخيرة وما أحدثته من حراك وتغيير، لاسيما في كل من تونس ومصر، حيث يعتقد الكاتب أن محركها الأساسي ليس فقط واقع الفقر أو العوز المادي، بل كذلك "الدوافع الثقافية" التي تعلي من شأن حرية الإنسان وكرامته. ويوضح الكاتب ذلك بقوله إن من تصدروا حركة الاحتجاجات هم منتسبو الطبقة الوسطى وأبناء العائلات الموسرة، وليسوا من الفقراء والعاطلين عن العمل. لكن رغم وجود تغيرات ثقافية ملموسة في العالم العربي، فإنه ما من عامل أكثر إثارة لمشاعر الغضب والإحباط لدى الشعوب من الفقر والعوز المادي، وهذا ما استقرت عليه كل النظريات الاجتماعية والتاريخية منذ ماركس وإلى اليوم. بل إن التغيرات الثقافية التي يشير إليها الكاتب قد أعلت من شأن الجانب المادي في حياة الشعوب والأفراد. فالأولويات بالنسبة للجميع حالياً هي الشعور بالأمن والأمان، وضمان توفر الغذاء الصحي، والبيئة الطبيعية السليمة، والخدمات العلاجية والتعليمية المتطورة، ولا شيء يسبقها بالنسبة لأي شعب على وجه المعمورة اليوم. قاسم رسام -أبوظبي