أفق مسدود بعد استقالة "ميتشل"... و"انتفاضة ثالثة" في ذكرى النكبة! إحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية، واستقالة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ودعوة لانتخاب مدير جديد لصندوق النقد الدولي من خارج القارة العجوز، وزيارة "تاريخية" لملكة بريطانيا إلى إيرلندا... موضوعات أربعة استأثرت باهتمام الصحافة الدولية نعرض لها بإيجاز ضمن هذه الجولة السريعة. انتفاضة ثالثة؟ صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية للتعليق على الاشتباكات التي اندلعت يوم الأحد الماضي بين الآلاف من الشبان المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على طول الحدود مع سوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة بمناسبة ذكرى النكبة. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الصحوة العربية التي كان الإسرائيليون يأملون أن تجتازهم، شجعت الفلسطينيين على الضغط في اتجاه إعلان قيام دولتهم. وحسب الصحيفة، فإن في اشتباكات يوم الأحد أيضاً تذكيراً لأوباما والأمم المتحدة بأن جيلاً فلسطينيّاً أصغر سناً يستعمل "الفيسبوك" مصمم على الإبقاء على حلم الدولة حيّاً، وقد بات فاقداً للثقة في حاضر عملية السلام. وفي هذه الأثناء، تثير حكومة نتنياهو انتقادات متزايدة في وقت تواصل فيه توسيع المستوطنات وتستبعد استئناف مفاوضات سلام. ثم ختمت الصحيفة بالقول إن الوضع الراهن لم يعد يمثل اختياراً بالنسبة للفلسطينيين، مثلما لم يعد يمثل بالنسبة للإسرائيليين مصدراً للأمن والاستقرار، و"تلك هي الحقيقة المرة وراء أحدث حلقة من العنف. ولذلك، فقد آن الأوان للتوصل إلى اتفاق". استسلام المبعوث الأميركي! صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على إعلان جورج ميتشل، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، استقالته الأسبوع الماضي. وبالطبع، تقول الصحيفة، فلا ميتشل ولا الولايات المتحدة سيقبلان بوصف استقالته بالاستسلام، ولكن ما من شك في أنه يشعر بالإحباط جراء فشل عملية السلام، مضيفة "إنها نهاية محزنة لمشوار سياسي لافت، ومؤشر على مدى استعصاء مشاكل الشرق الأوسط على الحل". الصحيفة أشارت إلى أن ميتشل عين من قبل أوباما في يناير 2009 في اليوم الثاني لإدارته، في مؤشر على الأولوية التي منحت لحل المشكلة الإسرائيلية- الفلسطينية، ضمن مساعٍ وصفها أوباما بأنها "أصعب مهمة يمكن تخيلها". وذكّرت بالمسار السياسي والدبلوماسي للرجل، حيث كان زعيماً سابقاً للأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، ما يعني أنه كان الرجل الموكل إليه التقريب بين وجهتي نظر الحزبين في الكونجرس لتمرير التشريعات، وكان ناجحاً في ذلك إلى حد كبير. ثم تولى بعد ذلك مهمة لا تقل صعوبة، تتمثل في رعاية اتفاق سلام في إيرلندا الشمالية، ونجح في المهمة. غير أن هذه المهارات والإنجازات لم تكن كافية لفتح الطريق المسدود بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقد كان ثمة أمل في أن يحول انتخاب أوباما ديناميات الشرق الأوسط، وأن تخصص إدارته مزيداً من الموارد لهذا النزاع المستعصي على الحل، ولكن لا شيء من ذلك حدث. وجاءت نقطة التحول العام الماضي عندما لم تستطع الولايات المتحدة إقناع حكومة نتنياهو بتجميد بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فانهارت المفاوضات وفقد ميتشل صبره، ولم يزر المنطقة منذ ديسمبر الماضي. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن السلام في الشرق الأوسط سيظل حلماً صعب التحقق ومقبرة للمشاوير الدبلوماسية إلى أن يثبت زعماء إقليميون آخرون أنهم يتمتعون بالحصافة وبعد النظر. "النقد": فرصة الإصلاح صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس أن اعتقال مدير صندوق النقد الدولي "دومينيك ستروس كان" في الرابع عشر من مايو الجاري في نيويورك بتهمة اعتداء جنسي مفترض يمثل ضربة قوية لمصداقية الصندوق الهشة هشاشة الانتعاش العالمي الحالي. ومن أجل تجنب إلحاق مزيد من الضرر بالصندوق في وقت تزداد الحاجة إليه من أجل مواجهة الأزمات المالية الحالية والمقبلة في العالم، تقول الصحيفة، فإنه لابد من إجراء تغيير للمسؤولين على مستوى قمة الصندوق. وفي هذه الأثناء، تقول الصحيفة إن التنافس على منصب "ستروس كان" بدأ منذ الآن على ما يبدو، وهو واحد من أهم المناصب في النظام المالي العالمي، ويستأثر بقدر متزايد من اهتمام وسائل الإعلام. وفي هذا الإطار، بدأ بعض المسؤولين الأوروبيين حملاتهم حتى يترأس أوروبي آخر الصندوق، مثلما جرت العادة منذ تأسيس الصندوق عام 1945. غير أن الصحيفة تقول إن بلداناً أخرى تجادل بضرورة منح مسؤول ينتمي إلى أحد البلدان غير الغربية التي تعرف نموّاً سريعاً فرصة لتسمع صوتها الصاعد. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية ووكالة أسوشييتد برس أشارتا إلى أن "زو مين"، وهو مستشار خاص لمدير صندوق النقد الدولي ونائب سابق لمحافظ البنك المركزي الصيني، يمكن أن يخلف "ستروس كان"، وإن كانت الصين لم ترشح أحداً من جانبها. وفي معرض تعليقها على هذا الأمر، عبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن الوقت قد حان للشروع في عملية مفتوحة وشفافة لاختيار مدير صندوق النقد الدولي المقبل بناء على كفاءته ومؤهلاته، وبخاصة بالنظر إلى أن مديره المعتقل كان من المتوقع أن يغادر منصبه في غضون بضعة أشهر حتى قبل اعتقاله، معتبرة أن انقساماً حول اختيار خلف له هو آخر شيء يحتاجه الصندوق في هذه الأوقات العصيبة. إليزابيث تزور إيرلندا صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على الزيارة التاريخية التي قامت بها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية هذا الأسبوع إلى إيرلندا، وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها الملكة منذ اعتلائها العرش قبل 59 عاماً إلى هذا البلد الوحيد الذي يشترك في الحدود مع بريطانيا، والأولى منذ الزيارة التي قام بها الملك جورج الخامس قبل نحو قرن من الزمن. وحسب الصحيفة، فإن نزاعات قليلة في العالم استمرت لفترة أطول من الصراع الإيرلندي الذي دام ثمانية قرون ضد الغزاة الإنجليز؛ حيث وقعت إيرلندا تحت الهيمنة الانجليزية قبل أكثر من 400 سنة مضت وأصبحت جزءاً من المملكة المتحدة في 1801 بعد سحق تمرد قومي هناك. غير أن بريطانيا لم تنجح أبداً في إخماد محاولات إعادة الإحياء القومية خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، التي شكلت انتفاضة 1916 والقمع العنيف الذي تعرضت له، نقطة تحول فيها. ثم ختمت الاتفاقية الانجليزية الإيرلندية لعام 1921 حرب الاستقلال الإيرلندي عبر منح حكم ذاتي للإيرلنديين؛ ولكن الانقسامات الدينية زادت أكثر مع اندلاع حرب أهلية بعد انفصال الشمال ذي الأغلبية البروتستانتية عن الجنوب ذي الأغلبية الكاثوليكية. وعقب إعلان جمهورية إيرلندا في 1949، أصبح الشمال بؤرة صراع عنيف على نحو متزايد بين القوميين الكاثوليك والبروتستانت الموالين لبريطانيا، حيث اندلعت ثلاثة عقود من العصيان المدني والهجمات الإرهابية مع مجيء القوات البريطانية في أواخر الستينيات. ولم يبد أي حل سياسي لهذا النزاع ممكناً حتى اتفاق الجمعة العظيمة في 1998. وحتى الآن، قد ينظر إلى زيارة الملكة من قبل البعض على أنها استفزاز؛ ولكن الصحيفة تقول إن ما يتجاهله منتقدو الزيارة هو مدى اعتراف الملكة بالمعاناة التي تكبدها الإيرلنديون على أيدي البريطانيين، مشيرة إلى حرص الملكة خلال هذه الزيارة على تكريم أرواح الإيرلنديين الذين ماتوا في سبيل حرية واستقلال بلادهم، حيث وضعت إكليلاً من الزهور في "حديقة إحياء الذكرى" في دبلن، التي تكرم كل من ماتوا وهم يقاتلون من أجل استقلال إيرلندا خلال قرون من الحكم البريطاني. إعداد: محمد وقيف