ضربة لصندوق النقد واليسار الفرنسي... وزيارة تاريخية لأيرلندا القبض على مدير صندوق النقد الدولي بتهمة اغتصاب عاملة فندق في نيويورك والزيارة التاريخية التي قامت بها ملكة بريطانيا لأيرلندا، وتطورات الوضع في ليبيا، والعلاقة المتوترة بين الولايات وباكستان... موضوعات حظيت باهتمام خاص في الصحف البريطانية هذا الأسبوع. ضربة مزدوجة رأت "الإندبندنت" في افتتاحيتها الاثنين الماضي والمعنونة بـ"ضربة لصندوق النقد الدولي في وقت لم يكن مستعداً لها على الإطلاق"، أن القبض على رئيس صندوق النقد الدولي "دومنيك شتراوس كان" في نيويورك يأتي في وقت يعاني فيه الصندوق من مصاعب جمة. وذهبت الصحيفة إلى إنه حتى وإنْ حصل مدير الصندوق على البراءة من تهمة الاغتصاب الموجهة إليه، فإن الاحتمال الأكبر هو أنه لن يعود لقيادة الصندوق، وهو ما سيترك نوعاً من الفراغ على قمة المؤسسة المالية العالمية خصوصاً إذا أُخذ في الاعتبار أن مدة خدمة نائبه "جون ليبسكي" سوف تنتهي في شهر مارس القادم، وهو ما يأتي في وقت يحتاج فيه الصندوق إلى وجود قيادة قوية وفاعلة قادرة على قيادته وسط الظروف الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن ولو لم يتم القبض على "شتراوس" واقتياده من طائرة "آير فرانس" إلى السجن في نيويورك، لكان قد أجرى المقابلة التي كانت مقررة له مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركيل لمناقشة أزمة الديون لدى بعض الدول الأوروبية ثم أجرى مقابلة مقرراً لها أيضا في بروكسل مع وزراء مالية الدول الأوروبية لبحث تقديم قروض لدول "اليورو" الأكثر تأثراً بالأزمة المالية العالمية الحالية مثل البرتغال وإسبانيا ومضت الصحيفة للقول إن رحيل "شتراوس كان" باعتباره مهندس العملة الموحدة ومن المدافعين المتحمسين عن التوحد السياسي والاقتصادي لأوروبا سوف يكون له تأثير سلبي على وضع "اليورو" الذي يتعرض لضغوط شديدة في الوقت الراهن، ولم يكن صندوق النقد الدولي هو المؤسسة الوحيدة في نظر الصحيفة الذي تعرض لضربة شديدة جراء الاتهامات الموجهة لشتراوس كان. وإنما كان هناك "اليسار" الفرنسي هو الآخر الذي كان ينوي ترشيح "شتراوس" للانتخابات الرئاسية القادمة العام المقبل للإطاحة بساركوزي واستعادة نفوذ الاشتراكيين مجدداً، خصوصاً أن استطلاعات الرأي كانت تشير إلى أن نسبة تأييده تفوق نسبة تأييد الرئيس بكثير، مما يعني أن حظوظه في تلك الانتخابات ربما ستكون كبيرة لولا الفضيحة التي تعرض لها، والتي ذهب البعض من أنصار اليسار الفرنسي إلى القول بأنها مكيدة دبرت ضد شتراوس كان لإزاحته من الطريق. خطوة تاريخية "زيارة دولة لأيرلندا: الملكة في رداء أخضر"... هكذا عنونت "الجارديان" افتتاحيتها أمس الأربعاء التي استعارت فيها العبارة التي استخدمها مراسل هيئة الإذاعة البريطانية أثناء تغطيته لزيارة الملكة اليزابيث الثانية لأيرلندا، وهي" لقد كانت تلك خطوة صغيرة للملكة، ولكنها ستكون خطوة هائلة بالنسبة للتاريخ البريطاني - الأيرلندي، وتقول الصحيفة إن أهمية تلك الزيارة ترجع إلى أنها كانت شيئاً مستحيلاً بالنسبة لكثيرين، إذ لم يسبق للملكة اليزابيث الثانية على الرغم من طول مدة حكمها أن زارت أيرلندا، كما لم يسبق لملك بريطاني أن زارها منذ أن قام الملك جورج الخامس بذلك منذ ما يزيد عن قرن من الزمان. كانت الزيارة حافلة بالرمزيات خصوصاً إذا أخذنا التاريخ المشترك بين الدولتين الحافل بالصراع، والذي زارت الملكة خلالها بعض معالمها الشهيرة، ولكنها رمزيات تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإيجابية لمستقبل العلاقة بين الدولتين وذلك بعد التغلب على العديد من المرارات والذكريات المريرة التي حفل بها تاريخها وتقول الصحيفة إنه ليس من المتوقع أن تختفي كافة الأشياء السلبية، والذكريات التعسة الناتجة عن الصراعات التي حاربتها الدولتان منذ عهود بعيدة ولكن الشيء الذي لا شك فيه أنها ستمهد الطريق لخطوات سوف تأتي بعدها وتعيد تلك العلاقات إلى الوضع الطبيعي. أوكامبو مجدداً الأزمة الليبية إلى أين؟ كان هذا هو التساؤل الذي عنونت به الديلي تلغراف افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي في إطار تعليقها على القرار الذي أصدره مدعي المحكمة الجنائية الدولية "لويس مورينو ـ أوكامبو" الذي طالب فيه قضاة المحكمة بإصدار مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ترى الصحيفة أن هذا القرار يمثل ضربة أخرى توجه إلى سيل الضربات الذي يتعرض له النظام الليبي من كافة الأنحاء لإجباره على التخلي عن السلطة التي يتشبث بها بيأس على الرغم من الهزائم التي تعرض لها على أيدي المعارضة التي يقال إنها تزحف الآن نحو طرابلس... وعلى الرغم من الضربات الجوية شبه اليومية التي توجهها له طائرات الأطلسي والتي أدت إحداها إلى قتل ابنه وثلاثة من أحفاده. والتهم التي وجهها مدعي المحكمة الجنائية الدولية ضد القذافي ونجله ورئيس استخباراته القيام بهجمات ضد المدنيين في منازلهم وإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين وقصف الجنازات ونشر قناصة لاصطياد المصلين خلال مغادرتهم المساجد. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى التصريح الذي أدلى به الجنرال سير ديفيد ريتشاردز قائد القوات المسلحة البريطاني للتلغراف يوم الأحد الماضي الذي قال فيه: من غير المرجح أن يتمكن الناتو من الإطاحة بالعقيد معمر القذافي مع وجود القيود الحالية على العمليات التي يقوم بها في ليبيا والتي تقصر الأهداف التي يستطيع الحلف قصفها على المواقع التي تشكل تهديداً أو خطورة على المدنيين. وقال "ريتشاردز" إنه لكي تتم هزيمة القذافي وتقديمه للمحاكمة- كما يريد"أوكامبو"، فإن رئيس الوزراء البريطاني وحلفاءه يجب أن يوافقوا على طلب ريتشاردز بالسماح لطائرات الحلف باستهداف النظام الليبي شخصياً أو يخبروا الدول المعنية كيفية الخروج من المأزق الليبي. خطأ فادح في مقاله المنشور أمس الأربعاء بصحيفة الفاينانشيال تايمز تحت عنوان "أميركا يجب أن تحتضن باكستان أكثر" يختلف والي ناصر مع من يذهبون في الولايات المتحدة للقول إن سياسة واشنطن في التعاطي مع باكستان كانت فاشلة، ويدعون بالتالي للعودة لنهج الشك الذي ظلت الإدارات الأميركية تتعامل به مع تلك الدولة منذ بداية الألفية الجديدة، وربما ما قبلها بقليل وذلك بعد الاتهامات التي توجهها العديد من المصادر الرسمية الأميركية في الوقت الراهن أن باكستان لم تتعاون مع الولايات المتحدة كما يجب، وأنها كانت تعرف أو أن أحداً في استخباراتها العسكرية القوية كان يعرف بالمكان الذي يختبئ فيه زعيم تنظيم "القاعدة" الذي كان يقع على مقربة من أكبر أكاديمية عسكرية باكستانية في مدينة "أبوت آباد"، وأن الأمر يستدعي إعادة النظر إلى المساعدات الضخمة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى أفغانستان سنوياً والتي وصلت منذ أن بدأت الولايات المتحدة في ضخها إلى عشرات المليارات من الدولارات، دون أن تحقق الولايات المتحدة ما كانت تصبو إليه سواء في اصطياد زعيم "القاعدة"، الذي ظل هارباً لمدة عشر سنوات تقريباً، أو في تهدئة الأوضاع في أفغانستان. يرى الكاتب أن العودة إلى سياسة الشك سيكون خطأً جسيماً، وأن الولايات المتحدة محتاجة في الوقت الراهن إلى إعادة بحث كافة المسائل العالقة مع السلطات المختصة في باكستان وأهمها مسألة الملاذات التي يتم توفيرها لمتمردي طالبان في المنطقة الشمالية الغربية من باكستان، وإرساء قواعد للتعامل قابل للتحقق من صحتها، وبشرط أن تتوافر فيه الشفافية والمصارحة بين الشريكين اللذين لا غنى لأحدهما عن الآخر، حيث لن تستطيع الولايات المتحدة أن تحقق أي إنجاز في أفغانستان كما لن تستطيع حتى ترتيب انسحاب آمن دون تعاون كامل مع باكستان كما أن هذه الأخيرة في حاجة إلى الأموال والأسلحة الأميركية لتحديث جيشها الذي يواجه تحدياً من جانب الهند، التي تسعى لأن يكون لها دور في تسوية الأزمة في أفغانستان ونفوذاً في مرحلة ما بعد رحيل القوات الأميركية من هناك. إعداد: سعيد كامل