زلزال في كوستاريكا وآخر في إسبانيا، وثالث في ميانمار أيضاً... وكأن هذه الأخيرة بحاجة إلى مآسٍ أخرى على ليلها المتطاول منذ عدة عقود بين الحكم الاستبدادي داخلياً والحصار المفروض خارجياً. على أية حال، لا شيء من ذلك يعني هذه الطفلة التي جلست القرفصاء وأسندت ذقنها إلى يديها الصغيرتين، حيث بدت شاردة النظرات سارحة الذهن. قرفصت على أحد الأرصفة في مدينة "تارلي" بولاية "شان"، بينما يمضي المارة أمامها بخطوات لا شيء فيها يقطع لحظات الشرود، رغم أن الزلزال الذي ضرب الولاية مؤخراً شق حجاب السكون وأربك الكثير من إيقاعات الروتين الممل، في بلد لم تفتأ حياته تكرر نفسها منذ أن قرر العسكريون الماويون أن يكون كذلك! وقد بلغت قوة الزلزال في ولاية "شان" الواقعة في شرقي البلاد 6.8 درجة على سلم ريختر، مما أدى إلى انهيار مئات المنازل والمباني سيئة البناء، علاوة على مصرع 73 شخصاً وإصابة 125 آخرين. وبالطبع فإن معاناة الطفولة في البلدان والبيئات الفقيرة هي معاناة حقيقية أصلاً، لكنها تزداد وتتعمق حين ينضاف إليها التشرد وفقدان السكن والمأوى ومكان الطمأنينة!