لا أعتقد أنه يمكنني الزيادة كثيراً على ذلك الطرح الوافي الذي تضمنه مقال: "الديـــن والوطـــن... والمسألة الطائفية" للدكتور حسن حنفي، وإن كان لي أن أزيد بعض ما ذكره توضيحاً، فسأكتفي بالإشارة إلى أن منشأ معظم الاحتقانات الطائفية في الوطن العربي هو سوء فهم بعض الأفراد والجماعات لقضية العلاقة بين الدين والسياسة، حين يقحمون أحدهما في الآخر. ولعل من التعبيرات الشائعة، وذات المعنى، في هذا المقام، تلك المقولة: "الدين لله والوطن للجميع"، بمعنى أن من حق الناس في الدول الحديثة أن يكون لكل منهم دينه واعتقاده، وأن يمارس شعائره الدينية بحرية كاملة، في حين أن العمل الوطني مهمة مشتركة بين الناس جميعاً على اختلاف قناعاتهم الدينية وخلفياتهم الاجتماعية. ولا تعارض أبداً بين الحرية والتعددية الدينية في المجتمع، والالتزام والوحدة الوطنية. فوزي حسين - الإسكندرية