أريد هنا التعقيب بإيجاز على بعض ما ورد في مقال د. عبدالحميد الأنصاري: "ثقافة الحوار"، وذلك للتعبير عن اتفاقي معه، وخاصة فيما يتعلق بضرورة فتح صفحة جديدة في الدول العربية التي عرفت تحولات خلال الفترة الأخيرة، مثل تونس ومصر وربما تسير على طريقهما أيضاً ليبيا واليمن. وما أريد قوله، بكل صراحة، هو أن هنالك البعض ممن لديهم نزعة استئصالية ترتفع أصواتهم الآن في البلدان المعنية داعين إلى استبعاد كل من قد يختلف معهم في الرأي بحجة أنه من "رموز النظام السابق"! ولاشك أن مثل هذه الدعوات الاستئصالية الإقصائية خطير جدّاً، لأن البلدان العربية التي تمر بحالة تحول جذري في الظرف الراهن لا تستطيع الاستغناء عن أي خبرات أو كفاءات علمية أو سياسية أو إدارية، بل هي في حاجة إلى كل من يستطيع المساهمة في الجهد التنموي والإصلاحي. وأكثر من هذا أن الديمقراطية نفسها تقوم على تعدد التوجهات والآراء، ولذا فحتى لو افترضنا أن للنظم السابقة مؤيدين، فلنتركهم وشأنهم طالما أنهم يتحركون في حدود القانون، وبعد ذلك سيقول الشعب كلمته حيالهم في أول استحقاق انتخابي، بدل أن ينصب بعض المتحمسين الآن أنفسهم قضاة أو ناطقين باسم الشعب لكي يستبعدوا كل من لا يعجبهم، أو كل من بينهم وبينه تصفية حساب قديمة. عزيز خميّس - تونس