في أحد أسواق العاصمة الأفغانية كابول، يجلس هذا التاجر أمام محله الذي ضاق بالبضاعة فكدّسها في مساحة خارجة على الرصيف، مثلما يفعل أصحاب المحلات الأخرى المجاورة. لكن أكوام البضاعة المركونة حول التاجر، لا تمثل بالضرورة دليلاً على ثرائه أو على الأهمية المالية والتجارية لمحله! فالبضاعة ليست سوى أوعية ماء بلاستيكية لا يتجاوز سعر الواحد منها ثلاثة دولارات أميركية، لذلك فالقيمة الإجمالية لمحتويات المحل كله لن تزيد عن بضعة آلاف من الدولارات. وفي هذه المفارقة (بضاعة بحجم كبير وقيمة مالية محدودة) ما يذكّر بسخاء الوعود الدولية للأفغان، مقارنة بمحدودية ما تحقق منها على أرض الواقع إلى الآن. فكما ينتظر هذا البائع زبائن ومتبضعين قد لا يأتون في ظل التردي الاقتصادي المتواصل، كذلك أمضى الأفغان عقداً من الزمن وهم يترقبون تعهدات العون الدولي لانتشال بلدهم من حالة الفقر والبؤس التي هو عليها! وما هذه المحال، ذات الحيطان المغبرة والأبواب والواجهات المهترئة، على أحد الشوارع الكثيرة غير المرصوفة في كابول... إلا شاهد آخر على انتظار أفغاني بات يبدو للكثيرين انتظاراً بلا طائل!