خطة "الغربية 2030" تتضمّن العديد من المحاور المهمة التي من شأنها الإسهام في تنمية المنطقة الغربية، حيث تركّز على تشجيع السياحة والارتقاء بالقطاع السياحي في المنطقة، من خلال العمل على جذب رأس المال السياحي وإعطاء التسهيلات اللازمة لبناء المرافق السياحية، من أجل جذب مليوني زائر سنويّاً خلال عشرين عاماً. كما تستهدف هذه الخطة رفع إجمالي الناتج المحلي للمنطقة، باستثناء الدخل من النفط والغاز، إلى نحو 50- 60 مليار درهم بحلول عام 2030، مقارنة مع 15 مليار درهم في الوقت الحاضر. خطة "الغربية 2030" بهذا المعنى لا تنفصل عن خطة أبوظبي الاستراتيجية الاقتصادية 2030، التي تركّز بشكل كبير على المنطقة الغربية، وجعلها حلقة ربط مهمة بين مختلف المناطق في أبوظبي، فما تشهده المنطقة حاليّاً من نهضة تنموية وعمرانية سيجعل قرى المنطقة الغربية ومدنها، التي تقع على بُعد نحو مئتي كيلومتر إلى الغرب من العين وتضمّ الآن أكثر من ستين قرية، مواكبة للنهضة العمرانية والحضارية التي تشهدها العاصمة أبوظبي، وهذا التوجّه لاشك يعكس طبيعة الرؤية الاستراتيجية الشاملة لعملية التنمية التي تقوم على التوسّع الأفقي والنوعي، عبر تطوير الواقع الحالي للتنمية وفتح مسارات جديدة لها في القطاعات الاقتصادية والمناطق الجغرافية كافة. إن المنطقة الغربية تمثّل قيمة اقتصادية واستثمارية مهمة، فالمنطقة تحمل مقوّمات كفيلة بأن تضع اقتصاد أبوظبي، والإمارات بوجه عام، ضمن مرتبة متقدّمة في سلّم التنافسية، بما تنطوي عليه من فرص استثمارية ضخمة، ومستقبل اقتصادي يشتمل على معظم الأنشطة ويفتح المجال أمام مواطني هذه المنطقة للاستفادة بقوة مما توفّره الطفرة التنموية الحادثة في البلاد، كما يجعل من هذه المنطقة أحد مراكز الجذب السُّكاني والاستثماري البارز على المستوى المحلي خلال السنوات المقبلة، فالمنطقة تمتلك المقوّمات كلها التي تجعل منها بحق بوابة للمستقبل، ليس بحكم مساحتها الشاسعة التي تصل إلى 60 ألف كلم مربع، أي نحو 71% من إجمالي المساحة الكلية لدولة الإمارات وحسب، بل لما تتمتّع به من أهمية جغرافية واستراتيجية وثقل اقتصادي ناتج عن وجود أكبر مصافي النفط في الدولة في هذه المنطقة، التي تضمّ قطاعاً زراعيّاً متطوراً يشتمل على أكبر المزارع وأغناها في الدولة أيضاً. فضلاً عن مقوّماتها السياحية، بفضل ما تتمتّع به من مقوّمات وموارد طبيعية ضخمة، منها الثروات البيئية النادرة، والمواقع الأثرية العديدة، والمشروعات السياحية المتنوّعة، وفي الوقت ذاته فإن المنطقة الغربية تستضيف العديد من المهرجانات التي تعرّف المجتمعَيْن المحلي والخارجي بأهم سمات الحياة ومقوّماتها فيها، مثل "مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل"، و"مهرجان ليوا للرطب"، و"مهرجان الغربية للرياضات المائية". إن الاهتمام رفيع المستوى بمتابعة ما يجري على أرض "الغربية" والخطوات التي تمّت في المشروعات التنموية في هذه المنطقة، يدفع في اتجاه إحداث نقلة نوعية ضخمة ونهضة شاملة في هذه المنطقة الحيوية من الدولة، وهذا لاشك ينسجم مع فلسفة التنمية الشاملة والمستدامة، التي تحرص قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على تعميقها من أجل الارتقاء بمستوى الحياة المعيشيّة لسكان المنطقة، وتوفير أفضل الخدمات في مجالات التعليم والصحة، وتوفير البنى التحتية اللازمة، وهذا هو جوهر فلسفة "التمكين" التي تهدف في الأساس إلى خدمة المواطن الإماراتي وتنميته ورفع مستواه ومعيشته في مختلف مناطق الدولة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية