بعد جد وجهد يعود هذا الصياد حاملاً ما تيسر اليوم من أسماك كبيرة، ليتوجه بها رأساً إلى السوق، تاركاً الباقي على الله، وعلى قانون العرض والطلب. وعلى جانبي طريقه تبدو آثار سنوات الحرب الأهلية الصومالية وقد سجلت بإزميلها الكئيب ندوباً على الحيطان الموشكة على الانقضاض، وفي قسمات وجوه سكان الحي هنا بمنطقة حمروين، جنوب العاصمة مقديشو. يذكر أن بعض المحللين يدفعون بأن من أسباب تفشي ظاهرة القرصنة البحرية في السواحل الصومالية تردي ظروف معيشة الصيادين وتعدي بعض الأساطيل الأجنبية على مياه الصومال الإقليمية وممارستها للصيد الجائر فيها بما استنزف مصادر رزق الصيادين ولقمة عيشهم. ولكن كل تلك الدعاوى الاعتذارية الواهية تكذبها هذه الصورة، فالسمك ما زال متوافراً أمام الصيادين الحقيقيين المكافحين بجد وشرف لكسب لقمة العيش. وأما القراصنة الحقيقيون، فقصة أخرى، ليس لها داعٍ من واقع، ولا مبرر من أخلاق.