لاشك أن مقال د. أحمد يوسف أحمد: "البعد الشعبي للمصالحة الفلسطينية" قد وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بضرورة تأسيس المصالحة الفلسطينية الراهنة على أساس صلب من التأييد الشعبي، وذلك لأن هذا التأييد والالتفاف الشعبي من شأنهما أن يعطيا هذه المصالحة قدرة مؤكدة على الاستدامة والاستمرار، وفي الوقت نفسه يشكلان رافعة ومظلة للموقف الفلسطيني عندما يجلس على طاولة المفاوضات مع الطرف الآخر. وهنا يستطيع الفلسطينيون الاستفادة من تكتيكات أعدائهم، حيث إن الحكومات الإسرائيلية ما فتئت تحتمي وتناور بالموقف الشعبي الإسرائيلي كلما أرادت رفض ضغط دولي عليها. وكذلك من حق الشعب الفلسطيني أن يكون له رأي وقرار فيما يتعلق بمصيره، وهو ما يصب في الوقت نفسه في صالح المفاوض الفلسطيني الذي يستطيع أن يضع على الطاولة، في كل مرة، سقف مطالب وخطوطاً حمراء غير مطروحة للنقاش هي الثوابت الوطنية الفلسطينية التي يجمع عليها شعبه، والتي لا يستطيع التفريط أو التنازل عن أي منها. وليد عمر - الكويت