الأزمة الليبية تدخل مرحلة الحسم... و"الربيع العربي" يحفز عملية السلام ---------- تداعيات "الربيع العربي" على الفلسطينيين، ودعوة القذافي إلى تدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، ومؤشرات على أزمة سياسية وشيكة في البوسنة... موضوعات من بين أخرى نستعرضها ضمن قراءة في الصحافة الدولية. ----------- "الربيع العربي" وعملية السلام صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين على تداعيات ما بات يعرف بـ"الربيع العربي" على الفلسطينيين والنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، معتبرة في هذا السياق أن الحراك الشعبي والمظاهرات الاحتجاجية التي تعرفها سوريا جعلت النتائج هناك تبدو غير معروفة وأخذت تؤثر على التحركات بين الفلسطينيين. فسوريا، التي تحتضن القيادة السياسية لحركة "حماس"، تعرف الآن احتقاناً غير معروف الأفق، كما أصبحت القاهرة متعاطفة أكثر، تقول الصحيفة. وعلى هذه الخلفية، التقت "حماس" خلال الأسبوع الماضي بمقر جهاز الاستخبارات المصرية بـ"فتح"؛ حيث اتفقت الحركتان على تشكيل حكومة انتقالية تضم تكنوقراطيين محايدين من أجل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب وإعداد انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام. وفي أثناء ذلك، بدأت الحكومة الجديدة في القاهرة فتح الحدود بين سيناء وغزة، وهو ما من شأنه عمليّاً أن ينهي الحصار الإسرائيلي على القطاع. وكان رد الفعل الغريزي لنتنياهو هو وصف الاتفاق بأنه "ضربة قاتلة للسلام ومكافأة كبيرة للإرهاب"؛ غير أن الصحيفة تقول إن ثمة وثيقة مسربة تشير إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتقد أن التقارب بين "حماس" و"فتح" إنما يمثل فرصة وليس تهديداً بالضرورة. ومن جانبها، رفضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استبعاد مفاوضات سلام مع جانب فلسطيني يضم الآن ممثلين لحركة "حماس". أما فرنسا وبعض القوى الأخرى، فتبدو مستعدة لدعم قرار للأمم المتحدة يعترف بدولة فلسطينية في الضفة والقطاع في حال ظلت المفاوضات مع إسرائيل معطلة. الصحيفة اعتبرت أن سبب موقف نتنياهو كون حماس قد تنظر إلى الدولة الفلسطينية باعتبارها منصة يمكن من خلالها مواصلة الصراع ضد إسرائيل، وليس كنهاية للنزاع. غير أنها ترى في الوقت نفسه أن حبس الفلسطينيين في حرب أهلية لا يساعد فرص السلام على المديين القصير والطويل، ولاسيما أن نتنياهو لم يُظهر ما يشير إلى أنه راغب في إنجاز اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية في غياب "حماس". لتخلص إلى أن على نتنياهو، بدلاً من محاولة تعطيل مصلحة هشة جدّاً أو توقع أسوأ السيناريوهات، أن يصغي إلى نصيحة دبلوماسييه وأصدقائه الأجانب، ورؤية التأثيرات الإيجابية للتحولات العربية الراهنة. الأزمة الليبية رجحت افتتاحية لصحيفة "تورونتو ستار" الكندية أن يكون حتى أقارب معمر القذافي الآن قد قرؤوا التحذيرات الواردة في أكثر الثورات العربية دموية. فعلى رغم وحشية هجماتهم على مدن مثل مصراتة والزنتان، اللتين استعملوا فيهما القذائف ونيران الدبابات والمدفعية، إلا أن محاولتهم حمل الثوار على التراجع أحبطت، كما تقول الصحيفة، التي تشدد على أنهم لن ينتصروا. إلى ذلك، قالت إن على القذافي "أن ينسحب فوراً من السلطة" وينهي حمام دم يقول الثوار إنه حصد أرواح 10 آلاف شخص أو أكثر، مضيفة أنه إذا كان القذافي ما زال يسيطر على جزء كبير من المنطقة الغربية، فإن خياراته بدأت تقل مع مرور كل يوم. فعسكريّاً، دمرت آلاف الضربات الجوية، بترخيص من الأمم المتحدة، جزءاً كبيراً من آلة الحرب التي يمتلكها القذافي وقتلت بعض أقاربه وحملت بعض المحيطين به على الفرار أو الانشقاق، مضيفة أن تلك الضربات ستستمر إلى أن يوقف القذافي مهاجمة المدنيين، وتتراجع قواته إلى قواعدها، وتتدفق المساعدات الإنسانية بدون عراقيل. وسياسياً، ينكب زعيما المجلس الانتقالي في بنغازي محمود جبريل ومصطفى عبدالجليل على إعداد مخططات لحكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد متى ما سقط نظام القذافي وانتهى المأزق الحالي. ودبلوماسيّاً، اتفقت مجموعة الاتصال، التي التقت في روما الأسبوع الماضي، على السماح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، الدبلوماسي الأردني عبدالإله الخطيب بتنظيم وترتيب جهود "انتقال سياسي". وفي الختام، قالت الصحيفة إن القذافي كان يراهن على أن يمل المجتمع الغربي ويتعب أو على أن يتم تقسيم ليبيا، ولكن هذا الأمل لابد أنه أخذ يتضاءل الآن، مضيفة أن العالم غير مستعد للسماح له بإراقة "أنهار من الدم" من أجل الإبقاء على قبضته، معتبرة أنه حري به أن يتفاوض حول مخرج وخاصة أنه ما زال يستطيع ذلك. تجاذبات البوسنة "إن البوسنة تواجه أسوأ أزمة منذ الحرب؛ فمؤسسات الدولة تحت الهجوم من كل الجهات؛ والعنف إن كان لا يبدو وشيكاً، إلا أنه يبدو قريباً إذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم". بهذا استهلت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، تحذير نقلته عن "مجموعة الأزمات الدولية" الأسبوع الماضي وكرر مضمونه يوم الاثنين بمجلس الأمن الممثل الدولي الأعلى المدعوم من قبل الاتحاد الأوروبي/الأمم المتحدة فالنتين إينزكو، الحاكم الدولي للبوسنة. وتقول الصحيفة إن الجانبين أشارا إلى إمكانية حل اتفاق "دايتون" للسلام الذي تم التوصل إليه تحت رعاية المجتمع الدولي بعد حرب 1992- 1995، وهو الاتفاق الذي يوحد الكيانات شبه المستقلة للبلاد -جمهورية صرب البوسنة وفيدرالية البوسنة والهرسك المسلمة- الكرواتية في اتحاد ضعيف تحافظ على تماسكه حكومة لتقاسم السلطة. وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إنه إذا انهارت الدولة بالفعل، فإن تاريخ البلاد يشير إلى أنها ستنهار على نحو عنيف جدّاً. غير أن مصدر التخوف المباشر لإينزكو يكمن في قرار جمهورية صرب البوسنة، التي يهيمن عليها القوميون المتشددون، الدعوة إلى استفتاء حول رفض المحاكم المركزية في سراييفو، مع تهديد ضمني باستفتاء على الاستقلال يعقبه. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، دعا رئيس جمهورية صرب البوسنة في أكثر من مناسبة إلى تفكيك البلاد. وكل ذلك دفع إينزكو، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة بمقتضى اتفاق "دايتون"، إلى التحذير بقوله: "لن يكون لدي خيار آخر غير إلغاء قرار الاستفتاء"، وهو تهديد تدعمه القوى الغربية، مقابل روسيا، الحليف التقليدي للصرب. تمكين المرأة الآسيوية ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء اعتبرت صحيفة "ذا هندو" أنه إذا كانت آسيا تقود العالم حاليّاً على طريق استعادة العافية الاقتصادية بعد الأزمة العالمية الأخيرة، فإنها ما زالت متأخرة في مجال مهم وأساسي، ألا وهو عمل النساء. وفي هذا السياق، يدعو تقرير صدر حديثاً عن منظمة العمل لدولية والبنك الآسيوي للتنمية، "النساء وأسواق العمالة في آسيا: إعادة التوازن للمساواة بين الجنسين"، إلى تدخلات سياسية فعالة في هذا الجزء المهم من سوق العمل لسببين رئيسيين هما: الإمكانيات الاقتصادية غير المستغَلة، والتأثير على تحقيق أهداف التنمية في المنطقة. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن حقيقة أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تخسر ما يصل إلى 47 مليار دولار سنويّاً بسبب الاستفادة المحدودة للنساء من العمل، و16 إلى 30 مليار دولار أخرى بسبب التفاوت بين الجنسين من حيث التعليم، إنما تبرز حجم الفرص الاجتماعية الضائعة، مشددة على أهمية اجتراح سياسيات فعالة لتسوية مشاكل "الجندر"، وعلى رأسها تلك المتعلقة بالعمل. إعداد: محمد وقيف