إذا كانت ثورة تونس توصف بأنها ثورة "الياسمين"، فإن الثورة في سوريا هي ثورة "الورد"، لأن ما قاله جيفري كمب في مقاله "صيف الغضب العربي" من أن هناك أحداثاً يمكن أن تقع في المنطقة عبر شهور الصيف وتغير ملامحها، فالحكومة السورية، يمكن أن تتعرض لمشكلات جمة بالنظر إلى عمليات القتل واسعة النطاق المنسوبة إلى أعوان النظام، لأن المتظاهرين تقاذفوا بالورود في مظاهراتهم من بساتين دمشق الفيحاء النائمة في حضن نهر بردى، وهي تكفف دموعها تحت سفح جبل الشيخ، جبل الخير والمياه العذبة، التي تروي بساتينها حتى تنبت وتزهر ذلك الورد المعطر بعبق الدمشقيين. صحيح أن الدبابات للمعارك مع العدو، ولكن للأسف أصبحت لدى البعض أداة للمنازلة والكر والفر في شوارع مدننا العربية، ويحسبون أنها تخيف هذه الشعوب المطالبة بالحرية. لقد تغيرت نسمات الهواء المنعشة إلى أصوات رصاص، ورائحة الورد تبدلت برائحة البارود وإلى جنازات مستمرة، وقتلى وجرحى بالمئات، وأنين ثكالى وأطفال مفزوعين من الخوف، وتحولت المساجد إلى مناطق للانتقام من الناس، بحجة كانت تتغنى بها بعض الحكومات من أنها مكان للمتطرفين، وأن هؤلاء يسعون إلى إقامة إمارة إسلامية مقارنين درعا ببنغازي! ناهيك عن كيل الاتهامات وبشتى الوسائل والتصريحات والمواقف والإيحاءات على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها... كل ذلك شكل سيمفوبية الغضب العربي لهذا الصيف اللافح. هاني سعيد- أبوظبي