قلق روسي من "الصواريخ الدفاعية"... وحرب إلكترونية في شبه الجزيرة الكورية ما هي أبعاد وتحديات التدخل العسكري الدولي لحماية المدنيين؟ وماذا عن مشروع الدفاع الصاروخي الذي تدشنه أميركا في أوروبا الشرقية؟ وهل دخلت كوريا الشمالية حرباً عبر الإنترنت ضد جارتها الجنوبية؟ وكيف تطور كندا سياستها الآسيوية؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. معضلة التدخل العسكري تحت عنوان "الثورات تطرح تساؤلات صعبة حول ماهو الصواب وما هو الخطأ"، نشرت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية يوم الخميس الماضي، افتتاحية رأت خلالها أنه لا يوجد شيء أسهل من التدخل العسكري بواسطة قوات دولية، وثمة أمثلة على ذلك نجدها في العراق وأفغانستان، حيث كان التدخل العسكري معتمداً على أميركا و"الناتو"، وفي الأزمة الليبية تم الحصول على تفويض من الأمم المتحدة للتدخل من أجل حماية المدنيين الليبيين من القذافي، وفي حالات التدخل المشار إليها كان تغيير النظام هو الهدف، لكن في المسألة الليبية يقاوم القذافي ثورة شعبية، مما أدخل "الناتو" في معضلة تتعلق بقدرة الأمم المتحدة على تمديد العمل بالتفويض الممنوح للحلف. وعلى الرغم من أن القادة الغربيين يرفضون اعتبار تغيير النظام هدفاً لعملياتهم العسكرية داخل ليبيا، فإنهم يصرون على ضرورة رحيل القذافي، ومن الصعب معرفة إلى أي مدى يمكن لهؤلاء القادة القبول ببقاء القذافي في السلطة، خاصة في ظل المخاطر التي يشكلها بالنسبة لشعبه، وأيضاً بالنسبة للغرب لاسيما في ظل ارتباطات سابقة للزعيم الليبي بالإرهاب. وترى الصحيفة أن الخطط الخاصة بتمويل الثوار الليبيين ومقتل أصغر أبناء القذافي وبعض أحفاده في غارات لـ"الناتو"، تعني أن أهداف المهمة التي يقوم بها الحلف تتسع لتطال مراكز القيادة والسيطرة الخاصة بقوات الزعيم الليبي. القذافي هو الوحيد في العالم العربي الذي رد بعمليات عسكرية على التظاهرات المناوئة لحكمه، وهذا أسفر عن تدخل عسكري، لكن الأبعاد الأخلاقية للتدخل العسكري ليست سهلة، فالاعتبارات السياسية حالت دون تدخل عسكري ضد أنظمة استبدادية في اليمن وسوريا، ففي اليمن نجد الرئيس علي عبدالله صالح حليفاً لواشنطن في حربها على "القاعدة"، كما تخشى أوروبا تدفق اللاجئين إليها نتيجة الثورات العربية. الصحيفة سردت بعض ملامح الثورات العربية، مشيرة إلى أنه رغم نجاح الثورة التونسية التي أججت موجة من الاضطرابات في المنطقة، فإن الغرب تخلى عن مبارك عندما بات واضحاً أن حكمه يتهاوى. كما أن الجيش المصري لم يطلق النار على المتظاهرين، لكن حدث العكس في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تحاول جيوش تلك البلدان استخدام كافة الوسائل المتاحة لقمع الانتفاضة الشعبية، والنتيجة سقوط العشرات بل المئات من الضحايا. وتقول الصحيفة: الحصار العسكري على مدينة درعا السورية يظهر كل الفظاعات التي من شأنها إبقاء النظام السوري في السلطة لأربعة عقود مقبلة. الصحيفة نوهت إلى أن أمين عام الأمم المتحدة السابق "كوفي عنان" الحائز على نوبل للسلام، أكد أولوية حقوق الإنسان على مبدأ السيادة، وإذا كان ثمة من يعتبر هذا الموقف راديكالياً، فإنه ينسجم مع إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 1948. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة: إن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية والافتقار إلى أدوات مؤسسية للدفاع عن المبادئ الإنسانية، وفي هذه الحالة يظل البديل هو تدخلات محددة المهام. صواريخ صوب روسيا في تقريره المنشور بـ"البرافدا" الروسية يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "الولايات المتحدة ورومانيا توجهان صواريخ ضد روسيا"، أشار "فاديم تروخاشيف" إلى أن أجزاء من أنظمة أميركية للدفاع الصاروخي ستظهر داخل قاعدة عسكرية سوفييتية سابقة بمدينة "ديفيسيلو" الرومانية، الواقعة على بعد 500 كيلو متر فقط من القاعدة الروسية التي يتمركز فيها أسطول البحر الأسود. هذه المعلومة تم ذكرها على لسان الرئيس الروماني "ترايان باسيسكو"، الذي أكد أن بلاده اتفقت بالفعل مع الولايات المتحدة، على كل شيء. ومن بين الأمور التي تحدث عنها الرئيس الروماني، أن بلاده ستستضيف 200 عسكري أميركي، وقد يزداد العدد إلى 500، وسيكونون معززين برادارات من طراز "إيجيس"وببطاريات متحركة لصواريخ دفاعية من طراز SM3، وبمركز عمليات. وتحسباً من استياء روسيا قال الرئيس الروماني إن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية ليست موجهة ضد روسيا. نشر هذه التجهيزات في رومانيا ليس مفاجأة، فخلال العام الماضي قال الرئيس الروماني إن بلاده ستستضيف 3 بطاريات للصواريخ الدفاعية و24 قاذفاً صاروخياً، وأن السلطات الرومانية مستعدة لنشر صواريخ اعتراضية متوسطة المدى بحلول عام 2015. ويشار إلى أن التجهيزات الخاصة بالدفاع الصاروخي ستكون جزءاً من تجهيزات أخرى قريبة من الحدود الروسية، كما أن الولايات المتحدة، اتفقت بالفعل مع بولندا على نشر وحدات من صواريخ باتريوت، وذلك في بلدة "مورونج" التي تبعد بأقل من 100 كيلو متر عن قاعدة الأسطول الروسي في بحر البلطيق، والواقعة في منطقة "كاليننجراد"، وبالإضافة إلى ذلك ربما يتم نشر تجهيزات أخرى لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي في بلغاريا. وتجدر الإشارة إلى أن السفير الأميركي في موسكو رد على الاستياء الروسي بالقول إن رومانيا تحتاج صواريخ SM3 الاعتراضية للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ متوسطة المدى، وهذه الصواريخ لا تهدد روسيا... حرب إلكترونية تحت هذا العنوان، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم الجمعة الماضي افتتاحية استهلتها بالقول إن ثمة نتيجة توصل إليها الادعاء يوم الثلاثاء الفائت مفادها أن اللوم يقع على كوريا الشمالية، كونها تسببت في شل شبكة الحاسوب الخاصة بالاتحاد الزراعي التعاوني في كوريا الجنوبية، وذلك يوم 12 أبريل الماضي. وهذا ما تراه الصحيفة تأكيداً على أن نظام كوريا الشمالية المنبوذ لديه القدرة والتصميم على شن هجمات إلكترونية ضد جارته الجنوبية. الصحيفة ذكّرت بـهجمات مماثلة شنتها بيونج يانج ضد كوريا الجنوبية، منها هجوم في 7يوليو 2009، وآخر في 4 مارس 2011، وفي الهجومين تمكن "هاكرز" كوريون شماليون من تعطيل مواقع اليكترونية تابعة لمؤسسات حكومية وأخرى خاصة في كوريا الجنوبية. لكن الهجمة التي استهدفت "الاتحاد الزراعي التعاوني" كانت مختلفة عن سابقتها حيث ألحقت الضرر بالنظام الحاسوبي الخاص بالاتحاد، ودمّرت 273 "سيرفراً"-جهازاً خادماً- من أصل 587 جهازاً، كما تعطل البنك الإلكتروني الخاص بالاتحاد الذي يقدم خدمات عبر شبكة الإنترنت لأسابيع. وحسب الصحيفة، استطاع "الهاكرز" التسلل إلى حاسوب أحد الموظفين في IBM Korea -الذي كان مكلفاً بصيانة أجهزة "الاتحاد الزراعي التعاوني"، وكان بمقدور الموظف من خلال حاسوبه المحمول مراقبة جميع الأجهزة الخادمة "السيرفرات" الخاصة بالنبك التابع للاتحاد، وقد تمكن الهاكرز من التسلل إلى حاسوب الموظف لمدة سبعة شهور، حيث تسنى لهم التجهيز للهجمات. أفق آسيوي خصص "جوزيف كارون" مقاله المنشور في "تورونتو ستار" الكندية يوم أمس لسرد قناعته المتمثلة في استثمار النجاح الذي حققه "ستيفن هاربر" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لكي يصبح بمثابة فرصة لتدشين سياسة خارجية كندية جديدة تهتم بآسيا ضمن استراتيجية واسعة النطاق، تقوم على تعزيز العلاقات الثنائية مع الصين والهند واليابان ودول جنوب شرق آسيا... الكاتب، وهو سفير كندا السابق في الصين، يرى أن الاهتمام بآسيا يعود إلى تطورات آسيوية مرتقبة من بينها أن الصين ستصبح خلال فترة ليست طويلة (خلال أقل من جيل) أكبر اقتصاد في العالم، كما أن عدد سكان الهند سينمو بحيث يتجاوز سكان الصين وباقتصاد أكثر تكاملاً مع النظام العالمي، كما أن اليابان وكوريا الجنوبية وجزيرة تايوان وبلدان جنوب شرق آسيا ستواصل إنتاجها للتقنيات المتطورة والسلع الاستهلاكية. إعداد: طه حسيب