أعتقد أن جوشوا ميتنك كان موفقاً حين ركّز على البعد الداخلي في المصالحة الوطنية الفلسطينية التي وقّعتها حركتا "فتح" و"حماس" مؤخراً، وذلك بإشارته إلى الضغوط التي مارستها الفعاليات الشعبية الفلسطينية في الداخل والخارج من أجل دفع الحركتين إلى إعادة التوافق وربط اللحمة الوطنية الفلسطينية مجدداً. بل إن تلك الضغوط والجهود جاءت في اتجاه معاكس لما أراده الخارج، لاسيما إسرائيل والغرب اللذان أبديا رفضاً متفاوتا للمصالحة ولوحا باستخدام "الفيتو" ضد إتمامها. هذا مع العلم أن التوازن الذي طبع دور الوسيط المصري مؤخراً كان له أكبر الأثر في التعجيل بتوقيع المصالحة الفلسطينية. وإن كانت العبرة في العمل بخواتيمه، فللكاتب أن يثير ما أثار من تساؤلات حول مستقبل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وما إذا كانت ستنهي بعض الخلافات المتعلقة بالتنسيق الأمني، وقيادة الأجهزة الأمنية، وأهمية الكفاح المسلح! جبريل سعد -الأردن