في مقاله الأخير؛ "المشهد العربي: لا يصح إلا الصحيح"، توقّف غازي العريضي عند حدثين مهمين ميزا الأيام الأخيرة، أحدهما قيام الولايات المتحدة بتصفية ابن لادن، وثانيهما توقيع المصالحة الوطنية الفلسطينية في القاهرة. وهنا لا أعقّب على ما قدّمه الكاتب حول الحدث الأول، وإنما أؤكد اتفاقي معه في رؤيته للحدث الثاني، حين اعتبره الموقف الصحيح الذي لا يصح غيره. فنحن بالفعل إزاء مرحلة جديدة لم تكن متوقعة للكثيرين، لكن سنن التاريخ في وحدة الأمم وقوة الحق أقوى وأرسخ مما يريد أصحاب المصالح فرضه بالقوة المجردة. كما أنه من الحسنات الكثيرة للحراك العربي الجديد كونه أعاد إلينا الوعي بالذات الباحثة عن مصيرها، وفتح عيون كثير منا على التمييز الضروري بين الجزئيات والكليات، وعلى التناقضات الرئيسية التي حاول البعض استبدالها بأخرى ثانوية أصبحت في العقود الأخيرة محور السياسة العربية ومناط جهودها وطاقاتها المستنفدة بلا طائل! كمال محمود -القاهرة