الفكرة التي يكاد يتفق عليها الجميع حالياً، وقد قدّم حولها دويل ماكمانوس تفصيلات تحليلية قيمة ضمن مقاله "ربيع الثورة... ونهاية القاعدة"، هي أن حركة الاحتجاجات المدنية الديمقراطية النشطة حالياً في العالم العربي، تمثل أحد مظاهر نهاية تنظيم "القاعدة" وخياراته العنفية. فلا يكاد يوجد في العالم العربي حالياً من يتبنى أفكار "القاعدة" حول التغيير وأساليبه وأهدافه ومآلاته، إذ يعمل الجميع وفق منهجيات سلمية مدنية ديمقراطية، ويسعون لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الوطنية الحديثة، بما تعنيه من مبادئ ترتكز على المواطنة والمساواة وسيادة القانون... خلافاً لـ"القاعدة" حين تتجه بأهدافها الجهادية نحو إقامة الدولة الدينية كذريعة لتغيير العالم وإعادة بنائه وفق تصورات دينية لا يقرها معظم المسلمين. لذلك أتفق تماماً مع ماكمانوس حين يقول إن درس الربيع العربي جاء معاكساً لعنف "القاعدة"؛ إذ وجد الشباب العربي كرامته وحقوقه عبر الاحتجاج في الشوارع بأقل قدر ممكن من العنف، بل بأساليب أثارت الإعجاب لسلميتها وتحضرها. بل أقول إن بداية هذه تعني نهاية تلك. رجب كمال -الكويت