من المفهوم جداً أن يحدث في بعض الدول العربية ما يحدث فيها من حراك احتجاجي يعبر عن مدى ضيق شعوبها بضآلة الهامش الديمقراطي فيها، لاسيما بسبب التباين الصارخ بين ما يقال عن النظام الجمهوري الديمقراطي فيها وما يجري تطبيقه من ممارسة استبدادية، وراثية، لا خلاف على تناقضها مع طبيعة النظام الجمهوري ذاته، حيث تركت السنوات المتطاولة بصماتها الواضحة على تلك الأنظمة، فأرهقت شعوبها وصارت عبئاً عليها... لكن الذي لا يمكن فهمه بسهولة هو تململ الشارع العراقي من حكومته، رغم كونها جاءت نتاجاً لعملية ديمقراطية انتخابية تنافسية، لم تمض عليها سوى فترة قصيرة! أعتقد أن السبب يتعلق بانحراف خالط التجربة "الديمقراطية" في العراق، حين أخذت منحى طائفياً أفقدها مضمونها الحداثي وحرّفها عن الآمال التي علقها كثير من العراقيين على هذه التجربة، حيث أدركوا أخيراً أنه يتعين إعادة إطلاقها مجدداً وفق أسس وشروط وطنية سليمة، وعلى أرضية صلبة من الإجماع الوطني. كريم محمد -بيروت