"مؤامرة خارجية... أم ثورة وطنية؟"، إنه التساؤل الذي عنون به الدكتور حسن حنفي مقاله الأخير على هذه الصفحات، وهو تساؤل لا تزال وسائل الإعلام الرسمية في بعض الدول العربية تتجاهله والتي تشهد هذه الأيام حراكاً داخلياً يبدو أنه يتجه نحو التصاعد كلّما أمعنت السلطة في التمسك بالخيار الأمني في معالجتها مطالب الشارع وأشواقه الديمقراطية، حيث لا يتردد ذلك الإعلام في المصادرة ابتداءً بعقول الجميع قائلاً إن الأمر يتعلق بمؤامرات ودسائس خارجية تسعى إلى النيل من الوحدة الوطنية والصمود القومي! والحقيقة أن هذا المنطق يذهب إلى أبعد مما يجب أن يذهب إليه أي تحليل موضوعي؛ فالمشكلة في جوهرها داخلية، لكن الإرادة الرسمية لا تريد الاعتراف بحقيقة ستفتح الباب على مناقشات تتعلق باستراتيجيات إدارة الشأن العام والغياب الكلي لأي نوع من أنواع المشاركة الديمقراطية... هذا فيما تراقب الشعوب تحولات ديمقراطية كبرى في أنحاء العالم تحسم التوجه نهائياً لصالح المشاركة الشعبية في صناعة القرار. إنه المسكوت عنه في الخطابين الإعلامي والسياسي لكثير من الدول العربية حالياً. بهاء محمود -المغرب