ضغوط "الهجرة" تثير توترات أوروبية... ورحيل القذافي حل للأزمة الليبية مقتل بن لادن في باكستان مطلع هذا الأسبوع، ودعوة لرحيل القذافي من أجل إنهاء الأزمة، وانقسام أوروبي بخصوص موضوع الهجرة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. نهاية بن لادن ضمن عددها ليوم الثلاثاء، علقت صحيفة "تورونتو ستار" على مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم "القاعدة"، يوم الاثنين على يد وحدة من القوات الخاصة الأميركية بمجمع سكني بمدينة أبوت آباد الباكستانية. الصحيفة قالت إن مقتل بن لادن أبهج الأميركيين وأيد جهود أوباما لجلب "القاعدة" إلى العدالة بموازاة مع إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان، ولكنها اعتبرت أن لجوءه إلى باكستان يثير جملة من الأسئلة بشأن الجهة التي كانت توفر له الحماية. وتقول الصحيفة إن "القاعدة" وفرعها في شمال إفريقيا وشرقها والعراق واليمن تقوم بالتخطيط لهجمات جديدة، مرجحة أن يستمر الظواهري والعولقي وأمثالهما في التحريض على الكراهية والقتل طالما هم على قيد الحياة. ومع ذلك، فهناك سبب للأمل في ألا تجذب رسالتهم المتطرفة الكثيرين الآن وخاصة بعد تصفية زعيمهم. وحسب الصحيفة دائماً، فعلى رغم أن بوش استعمل بن لادن ذريعة لشرعنة أفعال منافية للقانون في جوانتانامو وحرب العراق، إلا أن هذا الأخير كان قد توقف عن النهوض بمهام الزعيم العملي الفعال. وعلاوة على ذلك، فقد أعلنت شخصيات مسلمة مرموقة عن القطيعة مع دعواته إلى العنف وآثرت النأي عنها. وفي هذا الإطار دائماً، عبر مجلس العلاقات الاميركية الإسلامية "كير" عن ترحيبه بمماته قائلاً "إن بن لادن لم يكن يمثل الإسلام أو المسلمين في يوم من الأيام". وتعليقاً على الموضوع ذاته، قالت صحيفة "جابان تايمز" ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس إن مقتل بن لادن لن يمثل للأسف نهاية الإرهاب، مرجحة أن يؤدي هذا الحدث إلى موجة من الهجمات الانتقامية. كما تأسفت لكون زعيم "القاعدة" لم يقبض عليه حيّاً ولم يخضع للمحاكمة، معتبرة أن مقتله يحرم تنظيمه وأتباعه من رمز، ولكنه لن ينهي خطر الإرهاب. ذلك أنه في الوقت الذي نمت فيه "القاعدة" وتحولت إلى شبكة خطيرة، فإن بن لادن لم يكن وراء العديد من الهجمات التي نفذت باسمه، أو لم يكن على علم مسبق بها. ولم تستبعد الصحيفة أن يحزن أتباعه عليه عبر تصعيد في الهجمات للثأر لمقتله، مشددة على ضرورة أن يتوخى الجميع الحذر. غير أنها اعتبرت في الوقت نفسه أن الحرب على الإرهابيين تتطلب أكثر من مجرد عمل دفاعي خالص، ذلك أنه يتعين على الدول المعنية أن تستمر في البحث عن معلومات استخبارية وتتخذ تدابير استباقية ضد الإرهابيين ومن يقدمون لهم الدعم، مشددة على أهمية فعل المزيد لتحديد وحل أسباب الإرهاب أيضاً. وذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن الإرهاب مبرر أو يمكن أن يكون مبرراً. على القذافي الرحيل إن رحيل القذافي فقط من شأنه أن يضع حدّاً لنهاية إراقة الدماء، بهذا التأكيد استهلت صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء وفيها اعتبرت أنه بعد مقتل أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده في ضربة لـ"الناتو"، يجب على القذافي الآن أن يدرك أن اللعبة انتهت وليس أمامه بديل غير الرحيل. وإلا، فإنه لن يواجه مزيداً من دمار بلاده فحسب، وهو شيء أظهر أنه لا يعيره كبير اهتمام، كما تقول، وإنما أيضاً مزيداً من خسارة الأرواح داخل محيط أسرته. كما أشارت إلى أن "الناتو" شدد على أن الهجوم إنما استهدف أحد مراكز القيادة والتحكم التابعة للنظام وأن الأفراد لا يستهدَفون، معتبرة أن خسارة أرواح في أي نزاع أمر مأسوف عليه دائماً، وبخاصة أرواح الأطفال، ولكن الواقع الذي لا مفر منه هو أن إراقة الدماء في ليبيا، أينما حدثت، هي نتيجة "العناد الدموي للقذافي"، ولن تنتهي إلا عندما يرحل. والحقيقة الثابتة، تقول الصحيفة، هي أن ابن القذافي مات ضمن عواقب أعمال القتل التي انخرط فيها والده ضد الشعب الليبي أثناء سعيه وراء الحرية والديمقراطية بعد عقود من الطغيان والاستبداد؛ وتصميم "الناتو"، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، على وضع حد لحمام الدم. وفي ختام افتتاحيتها، اعتبرت أنه إذا كان تغيير النظام لم يرد ضمن قرار مجلس الأمن الدولي، فإنه نتيجة حتمية للسعي وراء نهاية لحمام الدم، مضيفة أن "الناتو" كان على حق حين رفض طلب القذافي الأخير لوقف إطلاق النار لأن الطريق الوحيد لإنهاء أعمال القتل هو رحيل الطاغية، كما تقول. فكلما أسرع إلى الاستسلام، كلما حقنت الدماء. أوروبا والهجرة صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على التوتر الذي نشأ بين فرنسا وإيطاليا على خلفية استقبال مهاجرين غير شرعيين قادمين من تونس، توتر يُظهر حسب الصحيفة عدم استعداد الأوروبيين لتقاسم عبء الثورات والحروب في الضفة الجنوبية للمتوسط. التوتر نشأ في الاتحاد الأوروبي بسبب قرار إيطاليا منح تذاكر سفر بالمجان لبعض التونسيين المحبوسين في جزيرة لامبيدوزا، التي تشكل إلى جانب مالطا المكان الأول الذي يحطون فيه. وقد تحرك الإيطاليون، بعد أن رُفض طلب المساعدة الذي تقدموا به لدول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الموضوع في العاشر من أبريل. وردّاً على ذلك، رفضت السلطات الفرنسية دخول مجموعة من التونسيين الذي قدموا بواسطة القطار من إيطاليا. وبعد ذلك دعا ساركوزي وبرلسكوني إلى تقييد نظام "شينجن" للسفر بدون تأشيرة بين 25 دولة أوروبية، بدعوى ظروف طارئة ولدواعي الأمن الداخلي. وتقول الصحيفة إن "شينجن" أصبحت تمثل حجر الزاوية في عملية الاندماج الأوروبي. وهي لا تتعرض لتهديد مباشر، ولكن هذا التوتر يكشف إلى أي مدى أصبحت مواضيع الهجرة وطلب اللجوء واللاجئين تثير الأعصاب والحساسيات، لأسباب ليس أقلها كون صعود حركات اليمين المتطرف عبر الاتحاد الأوروبي يضع ضغطاً على الزعماء مثل ساركوزي وبرلسكوني. وهذه المواضيع، تقول الصحيفة، تطرح تحديّاً كبيراً للحفاظ على الإنجازات الحالية المتمثلة في حرية تنقل الأشخاص داخل الاتحاد الأوروبي وتطوير مقاربة أكثر تعاطفاً وتضامناً مع التغيرات السياسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مضيفة أن موجات الهجرة يمكن تجنبها بواسطة رد سياسي واقتصادي وإنساني سخي ومبتكر من قبل الاتحاد الأوروبي لجيرانه الجنوبيين، معتبرة أن على الأوروبيين أن يدركوا أن مقاربة "أوروبا القلعة" المغلقة تضرهم أكثر مما تنفع. إعداد: محمد وقيف