مثلما ملأ الحديث عما سمي تسريبات وكيليكس الدنيا وشغل الناس مع بداية السنة الجارية، بدأ الحديث أيضاً عن دور مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت يستقطب اهتماماً مشابهاً على وقع أحداث ما أصبح يسمى الثورات العربية. أقول هذا تعقيباً على مقال الكاتب أحمد المنصوري: "الفيسبوك يقلب الواقع"، الذي كشف فيه جوانب مهمة من الدور غير العادي الذي يقال إن "الفيسبوك"، وغيره من مواقع التواصل، قد لعبه في توجيه الرأي العام وتنظيمه خلال الثورتين التونسية والمصرية. ولكنّ ثمة سؤالاً لابد من طرحه: هل حقّاً كان للموقع المذكور كل ذلك الدور في إنجاح الثورتين، هذا مع العلم أن نسبة متصفحي الإنترنت أساساً في البلدين محدودة للغاية مقارنة مع عدد السكان؟ ببساطة شديدة، أعتقد أن دور "الفيسبوك" حمِّل أكثر مما يحتمل، فتحول إلى ما يشبه الفقاعة التي تنفخ في وسائل الإعلام ويدفع بها بشكل رومانسي لتفسير ثورات أسبابها ووسائلها ووقودها معروفة سلفاً وهي تفشي الفقر والجوع والحرمان في مصر وتونس في ظل النظامين السابقين. محمد عبدالله - القاهرة