International Security تراجع المشروع الأوروبي اشتمل العدد الأخير من دورية International Security التي تصدر عن مركز "بيلفار" للعلوم والشؤون الدولية بمدرسة "جون إف. كنيدي" للدراسات الحكومية بجامعة "هارفارد"، على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان: "متاعب أوروبا: سياسات القوة وحالة المشروع الأوروبي" كتب "سباستيان روزاتو" يقول إن سنوات التسعينيات قد حملت قدراً كبيراً من التفاؤل للأوروبيين، وكانت كل الدلائل تشير إلى أن القارة الأوروبية ستشهد المزيد من الاندماج والتلاحم. وعلى رغم أن ذلك قد حدث بالفعل بانضمام الدول الواقعة في شرق ووسط أوروبا التي كانت تدور في فلك المنظومة الشيوعية إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن التفاؤل سرعان ما تحول إلى تشاؤم عندما بدأ الاتحاد الأوروبي نفسه يواجه العديد من العقبات، وبدأت بعض دوله وخصوصاً الدول ذات الاقتصادات غير المتينة تواجه مخاطر اقتصادية تهدد بإفلاسها كما توقفت كافة محاولات تحقيق التكامل العسكري بين دول الاتحاد الأوروبي. ويرى الكاتب أن السبب في ذلك كله يرجع إلى اختلال موازين القوى بين الدول المشكلة للاتحاد، وإلى زوال العدو الاستراتيجي التقليدي الذي كان يشكله الاتحاد السوفييتي، ويخلص إلى أنه ما لم يحدث تغير في توازنات القوى السائدة حاليّاً في القارة، فإن هناك أوقاتاً أشد صعوبة تنتظر الجميع. وتحت عنوان "المنحنى الأمني وبنية السياسات الدولية: توليفة نيو- واقعية" يناقش "دافيد فيامنجي" المسألة المتعلقة بحاجة الدول المختلفة للشعور بالأمن في مواجهة المخاطر العديدة التي يحفل بها العالم في الوقت الراهن، وكيف أن تلك الدول أمامها نظريتان: الأولى النظرية "الواقعية الهجومية" التي يرى منظروها أن الدولة يجب أن تسعى دوماً للعمل من أجل زيادة قوتها. والنظرية الثانية "الواقعية الدفاعية" تذهب إلى أن الاندفاع في طريق تعظيم القوة العسكرية يمكن أن يصل إلى الحد الذي يصبح معه ضارّاً، كما أن تجميع العديد من عناصر القوة لدى دولة بعينها أو مجموعة من الدول المتحدة المصالح يمكن في حد ذاته أن يشكل تهديداً للمنظومة الأمنية في العالم. ويرى المؤلف أن هناك منحنى أمنياً للدول التي تزيد قوتها، فتلك الدول تبدأ في زيادة قوتها بما يترتب عليه بالتالي تعزيز أمنها حتى الوصول إلى ذلك المنحنى "الأمني"، وبعدها تبدأ الحالة الأمنية في الهبوط، وعندما تتدارك الدولة المعنية الموقف يبدأ هذا المنحنى في الارتفاع ثانية. وهذا الارتفاع والانخفاض في نظر الكاتب يمكن أن يساعد المنظرين في إدماج النظريتين الواقعيتين المشار إليهما في نظرية أمنية واحدة. "الموقف": شعرية الرمز الصوفي اشتمل العدد الأخير من "الموقف الأدبي" التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، على باقة متنوعة من النصوص الإبداعية والمقالات النقدية والدراسات والبحوث الأدبية والثقافية، وضمن باب "دراسات وبحوث" كتب عبدالحميد هيمة عن "الرمز الصوفي في الشعر العربي المعاصر وآليات التأويل" وفيه يتوقف من خلال نماذج عديدة على الدلالة المضافة التي يضفيها الرمز على شعرية النص الصوفي حيث يمارس هنا الرمز في النص فعل الحجب والكشف معاً، إنه كالسحاب الذي يغطي الشمس لا ليخفيها، وإنما ليقلل شدتها ليمكن التحديق فيها دون أن تخشى الاحتراق، بحسب تعبير الكاتب. وفي الباب نفسه كتبت أيضاً نورا جيزاوي عن "التضاد والمجرد والتعبير عن الكليات" في حين قارب مقال لمنير حافظ مسألة "الجسد في السرد والأداء الدرامي". وفي باب "قضية ورأي" كتب عبدالله بن أحمد الفيفي مقالاً بعنوان "لغة العين وصناعة الإعلام الترفيهي"، وفيه نقرأ "أقول للمرة المليون إن فضيحة لغتنا العربية اليوم، في هذا العالم المسمى بالعربي، هي فضيحتنا الكبرى. وهي فضيحة إعلامية تعليمية مخجلة. فأما الإعلام فحكاية فاضحة. وما من شك في أن صناعة الإعلام الترفيهي ضخمة في العالم اليوم، ولاسيما في عالم غير منتج، وطوفان الترفيه الرخيص فيه بات وسيلة تخدير... وأما التعليم فقضية باهظة الوضوح. ذلك أن أمة أمية، أو تغلب فيها الأمية، أو ما يمكن تسميته بتعليم الجهل والغفلة، لا مستقبل لها اليوم. والعصر لم يعد عصر الرواد الأفذاذ من النظريين.. بل هو عصر الآلة". وفي ذات الباب أيضاً نقرأ عن "نشأة وتطور الخط العربي في الإسلام" للكاتب علي عفيفي علي غازي. وتطالعنا في العدد نصوص إبداعية أخرى كثيرة من قبيل "رحلة إلى دمشق" لبوصلاح فايزة، و"بطل واحد لروايتين" لسليمان الأزرعي، و"أسراب المرايا" لوفاء الخطيب، و"ضد الموت/ المغامرة اللغوية والخصوصية الشعرية" لهايل محمد الطالب، وغيرها من موضوعات ومقالات ومتابعات منوعة.