قرأت مقال "باري بيتش"، المنشور يوم الأحد قبل الماضي، والمعنون بـ "ليبيا القذافي ضحية خيمة الأسرار الكئيبة"، الذي أكد فيه أن الليبيين تنفسوا طعم الحرية في بنغازي، ولا يمكنهم العودة للعيش تحت نظام القذافي، أو أي نظام وحشي مثله، وحتى المقربون من النظام والذين عاشوا حياة جيدة في ليبيا خلال الأربعين سنة الماضية لن يستطيعوا نسيان أو غفران كيف أن القذافي وقواته هاجموا وما زالوا يهاجمون مدنيين في شوارعهم وبيوتهم. نعم لن ينسى شعب ليبيا العظيم أن رئيسه وأبناءه ضربوا الشعب الليبي بالدبابات وصواريخ جراد على أيدي مرتزقة، وتوعدوا شعب ليبيا وهددوه ونفذوا كل ما هددوا به بحذافيره فحرقوا الأخضر واليابس وسفكوا دماء الأبرياء ودمروا مدن وقرى ليبيا وأضاعوا ثروة بلادهم وعرضوا البلاد للدمار والخراب، وقطعوا الماء والكهرباء والغذاء والطعام عن السكان. أين الوطنية؟ وأين الحماس الذي كان يتشدق بها هؤلاء؟ صدقوني قد لا تقدم إسرائيل على هدم المستوطنات إذا أتيح للفلسطينيين تحريرها وامتلاكها. محاكمة المتورطين في قتل أبناء الشعب الليبي أمر طبيعي ولذلك هم يتهربون من هذا بشتى الوسائل، ليعلموا انهم لا يختلفون عن أي فرد من أفراد الشعب الليبي، ليقف هؤلاء خلف القضبان للمحاكمة العادلة حتى ينالوا الجزاء العادل. إن الشعوب بحاجة إلى المخلصين الأوفياء من أبنائها الذين يقودوا شعوبهم إلى المجد والعزة لأنهم جزء منه ويحافظون على مقدراته وثروته وعدم تبديدها. هاني سعيد- أبوظبي