كبيرة هي التغييرات التي شهدتها المنطقة العربية خلال الآونة الأخيرة، لاسيما إذا أمعنا النظر في التحول الهائل الذي شهدته الساحة الداخلية المصرية، وهو ما يترتب عليه القول بأن "إسرائيل أيضاً... عليها أن تتغير"، كما قال حازم صاغية في عنوان مقاله المنشور هنا يوم السبت الماضي. فالثورات العربية، ما أُنجز منها وما هو في طور الإنجاز، أحدثت تحولاً نوعياً في أجندة السياسة والخطاب السياسي العربيين؛ بأنْ وجّهت التركيز إلى دواخل البلدان العربية، بدلاً من الصراع مع الدولة العبرية الذي استخدمته العديد من الحكومات العربية لصرف أنظار الشعوب عن همومها الفعلية، وحتى لا ترفع الصوت مطالبة بحقها في الرفاه الاقتصادي وفي الحريات العامة. إنه تحول يجدر بإسرائيل، إذا كانت دولة مسؤولة ولها الرغبة الفعلية ببناء سلام في هذه المنطقة التي طالما زعمت أنها جزء منها ومعنية بالسلام معها، أخذها في الاعتبار والانطلاق منها للعمل مجدداً على إطلاق العملية السلمية بما يعيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني كسبيل واحد لبناء الاستقرار وتحقيق أمن مستدام يهم الجميع في هذا الجزء من العالم دون استثناء لبلد فيه. لذلك أقول إن التحولات العربية وضعت إسرائيل أمام اختبار حقيقي، لا أتوقع أن تنجح فيه! أحمد سويلم -المغرب