لاشك أنه مقال جميل للغاية ذلك الذي كتبه هنا السيد يسين يوم الخميس الماضي، وكان عنوانه "نهاية الفرعونية وبداية الجمهورية!"، حيث أوضح أن الحال السياسي لمصر قبل ثورة 25 يناير 2011 لم يكن معبراً عن اسمها كجمهورية، بل كان أقرب إلى الفرعونية من حيث ممارسات الفرعون التي تكرسه كإله لا يشاركه أحد في الحكم أو الملك، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة بين رؤسائها المتعاقبين الأربعة محمد نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك، حيث فاق الأخير أسلافه في تلك الصفة وما أنتجها من ممارسات ومواقف وقرارات في المجال العام. لقد كانت تجربة قاسية بالنسبة لمصر وشعبها الذي لن يسمح بعد الآن لرئيس الجمهورية باتخاذ قرارات أساسية بغير موافقته والحصول على تأييده. فما بعد ثورة 25 يناير سيكون مغايراً بالكامل لما قبلها، وتلك خطوة عريضة خطاها المصريون نحو إقامة النظام الديمقراطي العصري، بعد أن تخلصوا من الفرعونية السياسية التي دفعوا ثمنها سنين طويلة من أقواتهم وحرياتهم. جلال إبراهيم -القاهرة