يبدو لي أن الدكتور وحيد عبدالمجيد كان محقاً في مقاله الأخير، "مصر وتونس: مصير ثورتين!"، حين حذّر من السيولة التي يمكن أن تنتهي إليها الثورتان في البلدين، في ظل افتقارهما حتى الآن إلى جسم تنظيمي جامعي ومتسق. بل إن بوادر ذلك المصير ربما بدأت تلوح من خلال مؤشرات الانقسام والتنازع داخل بعض الكتل الشبابية التي صنعت الثورة وأججت نار احتجاجاتها الأولى، فيما يمكن أن يتحول إلى حالة دائمة من التشرذم والتشظي قد تنذر بمصير مماثل لذلك الذي انتهت إليه كثير من ثورات العقد الماضي، لاسيما الثورات الملونة في جورجيا وأوكرانيا وقرغيزستان، حيث آل الأمر بالثورات الشعبية في تلك الدول إلى نهايات سيئة قياساً إلى الشعارات التي رفعتها في البداية وإلى ما كان معلقاً عليها من آمال وأحلام عراض! لا يوجد ما هو أخطر على مصير الثورة من حالة السيولة التي قد تصيبها، سوى حالة الاحتراب المباشر بالسلاح، لكن ما يفعله السلاح في وقت وجيز قد تفعله الخلافات والتنافسات الداخلية غير المنضبطة في سنين قليلة. فهل يريد ثوار تونس ومصر أن يقدموا المثل الأعلى لغيرهم في ساحات عربية أخرى، أم يريدون أن يجعلوا من ثورتيهما أنموذجاً محبطاً للهمم والتطلعات؟! بهاء الزين -الكويت