"جيل الغرباء"، مقال إمبيرتو إيكو المنشور هنا يوم الأربعاء الماضي، وقد رأيت أن أعلق عليه بالقول إن كل ما ورد فيه بدا لي وكأنه ينطق بما أعرفه ويلخص ما شاهدته وما جربته، خاصة فيما يتعلق بالتباين بين الأجيال الحالية والأجيال السابقة عليها. يقول الكاتب إن الأشخاص المولودين خلال السنوات الستين المنصرمة في أوروبا، لم يدركوا الحرب وأهوالها، ولم يعانوا ما عاناه أسلافهم من فقر وأمراض ومجاعات، وذلك بفضل الرخاء الاقتصادي والتقدم الذي شهده الطب وتقنياته. فما أكثر انطباق المقارنة على أجيالنا في العالم العربي، حيث نرى أجيال اليوم وهم شخصيات هشة ومنعمة ومرفهة، أعجز من أن تواجه مصاعب الحياة، أو التكيف مع الظروف الطارئة، إذ تعودوا أن يجدوا كل شيء جاهزاً ومتوفراً وميسوراً... لذلك فهم حقاً "جيل من الغرباء". جلال محمد -قطر