من قراءتي مقال رشيد الخيون، "مخرج تيتنيك ورثاء الشرقي والشبيبي!"، أقول إنه لا صحة للاتهامات التي عادة ما ترمي ثقافتنا العربية الإسلامية التقليدية بالانغلاق ونبذ الآخر الغربي، بل أكاد أجزم بأن هذه الثقافة هي الرائدة في طرح وتبني أفكار العولمة والرابطة الإنسانية الكبرى، وما ذلك بالأمر المستغرب على أمة كتابها القرآن الذي نزل من رب العالمين موجهاً إلى البشرية قاطبة، حيث خاطبها: "يا أيها الناس"، ونبذَ التفرقة بين البشر على أساس الأصل العرقي أو لون البشرة أو الانتماء الاجتماعي... فهم جميعاً سواسية كأسنان المشط، لا يتفاضلون إلا في التقوى، وهي حالة مكتسبة وليست فطرية أو وراثية أو مولودة مع الأفراد. وفي هذا المقال المذكور آنفاً يقدم لنا الكاتب قصيدتين كتبهما رجلا دين معممان، بداية القرن الماضي، في رثاء سفينة تيتنيك العملاقة التي غرقت بركابها في البحر، فيبدون في القصيدتين كأنهم أخوة ومعارف قريبون إلى قلبي الشاعرين الفقيهين، في دلالة لا يعلوها غبار على عمق الشعور الإنساني لدى المسلم إزاء من يصاب من بني البشر، بصرف النظر عن انتمائه الثقافي والحضاري والديني، فهم بشر وكفى! بهاء السيد -الشارقة