يوم الخميس الماضي، قرأت مقال السيد يسن، وفي تعقيبي على ما ورد فيه أقول: اتفق مع الكاتب أن الجماعات الإسلامية المتطرفة قدمت صورة مشوهة عن الاسلام ، فقد قدمت هذه الجماعات المضطربة في تفكيرها الاسلام دين إقصاء وتصفية الآخر، وقطع الأيدي والأرجل، لا دين تسامح ومحبة ووئام واعتراف بالآخر. كل هذا الذي قدمته الجماعات المتطرفة المحسوبة على الإسلام لا علاقة له بالاسلام من قريب أو بعيد، ولا بالتصور الصحيح للدولة الاسلامية التي قدمها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، باعتبارها دولة مدنية لاثيوقراطية، هي دولة تحتكم إلى القانون، وتحترم حقوق الانسان، كما أن الدولة الإسلامية التي جسدها الرسول في المدينة، هي دولة احترمت الأقليات الدينية في المدينة كاليهود والنصارى، وتعاملت معهم على أنهم مواطنون، محترمة أموالهم ودماءهم وأعراضهم. أما الصورة التي قدمتها "طالبان" فهي صورة مشوهة، ولم تكن تجسد الاسلام بمناقبه وأخلاقه التي تكرم الانسان: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). وبعيداً عن كل القراءات المتطرفة للجماعات السلفية، فالدولة الاسلامية دولة مدينية مرجعيتها القانون، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة قائمة على العقد الاجتماعي لا على التسلط والاستبداد. زعيم الخيرالله- كاتب عراقي مقيم في كندا