سأل د. برهان غليون في مقاله يوم الخميس المعنون بـ "الأزمة السورية والمخرج السياسي"، عن احتمالات أن يتغلب العقل، وأن يقبل النظام بالتعاون مع المعارضة للدخول في مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية. والحقيقة أن هذا السؤال الايحائي عام ينطبق على كل الثورات الذي حصلت في العالم العربي، حيث أنها قامت ضد أنظمة مغلقة ومعقدة. ومن الملاحظ أن الفضائيات تفرد مساحة واسعة للملفات الساخنة في الوطن العربي، فبعد أن كان الملف الفلسطيني الأكثر سخونة أضيف إليه الملف الليبي والملف اليمني والملف السوري والحبل على الجرار. وقد أثبتت هذه الملفات أنها أكثر دموية من الملف الفلسطيني، لأنها وللأسف تتم بوسائل عربية وبأيدي قادة عرب من رحم الثورة، وهم أبعد ما يكونون عن مبادىء الثورة والثوار. أما الجواب على التساؤل، هو أن البدايات لهذه الثورات بدأت متشابهة واحتمال أن تكون النهايات متشابهه أيضاً ليس في هذه الثورات فقط، بل وفي كل الثورات الشعبية، لأن الشعب هو سيد الموقف، ولا بد أن تحترم مطالبة لأنها مشروعة. المبادىء بحاجة إلى رجال للاعتماد عليهم حتى يبقى ربيع الحرية للشعوب، وأن يبقى ربيعاً دائماً وليست خطابات ووعود. هاني سعيد- أبوظبي