أعتقد أن كازاخستان، الواقعة بوسط آسيا وأكبر الجمهوريات الإسلامية التي انسلخت عن الاتحاد السوفييتي السابق، قدمت في الأعوام الأخيرة نموذجاً تنموياً حقق الكثير من أهدافه في البناء والتطوير والتحديث، ومن خارج الإطار الذي تقدمه الليبرالية الرأسمالية كصيغة وحيدة للتقدم والنماء. وفي مقاله الأخير، شرح الدكتور عبدالله المدني نظرية الرئيس الكازاخي نزارباييف في هذا الخصوص، وخلاصتها أن بناء قاعدة إنتاجية صلبة، وإرساء بنى تحتية واسعة ومتينة، وبلوغ الرخاء الاقتصادي العام... كل ذلك ينبغي أن يسبق حركة المسار السياسي ويتقدم عليها، وإلا فإن هذا المسار الأخير سيكون مهدداً بانحرافات وأزمات لا أول لها ولا آخر. لذلك نجد أن 95 في المئة من أصوات الناخبين الكازاخيين، في الانتخابات الأخيرة، راحت إلى نزارباييف بسبب ما حققته البلاد في ظل قيادته من رخاء ونماء لا تتمتع بهما أية دولة أخرى في منطقة آسيا الوسطى. علاء إبراهيم -دبي