أعتقد أن مقال "الناتو في ليبيا: الاستراتيجية والأهداف"، لكاتبه أندريه فوج راسموسن، زاد الغموض حول الموقف الحقيقي للناتو ولم يوضح شيئاً فيما يتعلق بعمليته الجارية في ليبيا. فطالما أنه ما من حل عسكري للأزمة الليبية، فما الداعي أصلاً للتدخل من جانب أقوى حلف عسكري على وجه الأرض؟ وطالما أن الحل السياسي هو وحده الممكن، فلماذا لا يُتركُ الأمر لوزراء الخارجية والمسؤولين الدبلوماسيين، دون أن يظهر علينا أصحاب النياشين وإلى الخلف منهم المقنبلات وحاملات الطائرات الأميركية والفرنسية والبريطانية، وهي تجوب مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل الليبي؟ لا شك أن الحل السياسي مطلب للجميع، وفي مقدمتهم معارضو القذافي، وقد طرحت مفوضية الاتحاد الإفريقي مبادرة في هذا الصدد، كما تقدمت تركيا بمبادرة أخرى، وكلاهما تتوخيان حلاً سياسياً يحقن الدماء ويوفر الأرواح والممتلكات النازفة في صراع دخلت على خطوطه أخيراً قاذفات الصواريخ الأجنبية... لذلك لا شيء أضافه المقال فيما يخص الحل السياسي تحديداً، وإن كان ثمة من جديد أضافه فلعله مزيد من الغموض حول موقف "الناتو" من نظام القذافي، وأجندته فيما يخص مستقبل ليبيا ككل! سالم عياط -المغرب