قرأت مقال أماني محمد يوم الإثنين قبل الماضي المعنون بـ "أعداء الثورة"، حيث قالت إن كثيرين في عالمنا العربي بحاجة ماسة إلى أن تغير عقلياتها التي اعتادت الهزيمة، ولم تعد تؤمن بالمعجزات وهذه الأخيرة ما زالت متواجدة ما دامت هناك شعوب لها قناعاتها في حقها في الحياة بكرامة وشرف، وقد قدمت مثالًا لهؤلاء من الوسط الفني الذي استهزأ بالثورة المصرية الشبابية وكأنها ستغير الواقع بلمسة سحرية وبين يوم وليلة. ولكن السؤال الذي يوجه إلى أهل الفن والغناء وعلى وجه التحديد في مصر لنسأل ألا يعلم الفنانون إلى ما وصلوا من تردٍ في فنهم أم أنهم لاهون في فنهم الرخيص، الذي لم يقدم للوطن أي خدمة ودون مراعاة الحس الفني للجمهور، بل استغلوا نفوذهم وعلاقاتهم مع رموز السلطة للحصول على أملاك وعقارات تحت حماية تلك السلطة، ثم ألا يعلم هؤلاء الفنانون إنهم قد أوصلوا المجتمع إلى الحضيض بفضل ما يقدمون من فن لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم أم أن همهم الوحيد هو التهرب من الضرائب. الجمهور لا يمكن أن يتسامح مع الفنانين الفاسدين، كما لم يتسامح مع السياسيين الفاسدين، بل شملتهم قائمة العار التي ضمت قائمة لأسماء شهيرة من أهل الفن والغناء. وسيعود صوت الفن الأصيل، الذي يعبر عن الجماهير الثائرة بأصوات بلابل للثورة مرددين: أمجاد يا عرب أمجاد، وثوار لآخر مدى، وحتى نحلف بالأرض وترابها مرة أخرى مع أحضان بلادنا الحلوة في شوارع القدس العتيقة. هاني سعيد- أبوظبي