تساءلت هيلاري كلينتون في حيرة وترقب حسب ما قال د. عبد الحميد الأنصاري في مقاله المعنون بـ "متى يزول كابوس ليبيا؟"، وتساءلت أيضاً: متى يزول ليل ليبيا الطويل، ويشرق فجر الحرية، ويتخلص العالم من نظام مستبد؟ هذه التساؤلات تم طرحها في اليوم الذي تطلب فيه معظم دول الغرب من القذافي التنحي، وفي الوقت الذي يصر فيه "الناتو" على حماية المدنيين، وأيضاً في اليوم الذي تبني فيه إسرائيل وحدات استيطانية في القدس. وكان السؤال الأجدر هو لماذا تأخرت الديمقراطية لأنهم أول من حمل وبشر بها؟ فلماذا تأخرت الديمقراطية ولم يعملوا على إزالة أسباب اختفائها المعروفة لديهم جيداً، ثم يتفرغوا لطرح أسئلتهم هذه فيما بعد. الجميع يعرف أن المنطقة كانت تفتقر إلى الديمقراطية، ولم تزرها بعد، ولا يخفى عليهم هذا الأمر، وأن مسببات ذلك لا تخفى عليهم. الغرب يتهم المنطقة بالتخلف والتبعية وانشغل بنهب ثروات المنطقة دون حساب لهذه الأمة، وأنه لا بد لهذا المارد أن يفيق وينهض ويدافع عن حقه المغتصب. لقد ترك الغرب الشعوب تصرخ وتبح حناجرها احتجاجاً على إسرائيل كنوع من التنفيس، ونسوا أنهم من ساهم في إنشائها وبقائها. وكأن لسان حال الغرب: اعمل ما تشاء دون التعرض للأنظمة، بينما كان الغرب يقيم الدنيا لو ارتفع سعر الخبز في بلادهم. هاني سعيد- أبوظبي