أوحى أحد السحرة الليبيين إلى العقيد القذافي بحل بسيط وسهل يخلصه من ضغوط الثوار ومن حصار قوات التحالف الدولي الذي يمنعه من مواصلة قتل المدنيين. هذا الحل، رغم بساطته لم يخطر على بال أحد من المفكرين والمحللين المنتشرين في العالم، ربما لأنهم تعودوا على ما يسمى الأبحاث والخطط الاستراتيجية. وهو حل لن يكلف الزعيم أي خسائر مادية أو بشرية، مع أنه عودنا على سخائه وكرمه في دفع التعويضات. وبكل ثقة وعد الساحر الذي يعرف ولع الزعيم وشغفه بكل ما هو غريب وغير عادي في كل شيء بأن هذا الحل سيكون فعالاً ونافذاً بشكل كبير. والحل، كما تناقلته وسائل الإعلام العالمية والفيسبوك الذي يلعنه الزعيم لأنه أيقظ الثوار، يكمن في الاستعانة بالجن، أو كما أطلق عليه الساحر "المربوط الليبي" ليشارك مؤيدي الزعيم في قتل كل قوات التحالف الدولي. ورغم أن موقف الزعيم أو العقيد من "الحل السحري" الذي يمكن أن ينقذه من التحالف الدولي لم يتضح بعد، لكن سيرته وحبه لكل ما هو "عجيب... غريب" يجعلني لا أستبعد أن يلجأ إليه. فهو يعيش مأزقاً سياسياً حقيقياً؛ وبالتالي سيجرب كل شيء بما فيه قراءة الفنجان والكف! هذا هو الانطباع الأولي عن الزعيم الليبي لدى الرأي العام العالمي. إنه رجل المفاجآت غير المتوقعة وغير المنطقية. الغريب أنه حتى في هذه اللحظات الصعبة من تاريخه السياسي يقوم بتصرفات غير متوقعة، وكأنه يريد التأكيد بأن هذا هو سلوكه الطبيعي. بعض تصرفات الزعيم تصلح لأن تكون مجالاً للسخرية والتسلية، لكن بعضها مآسٍ حقيقية، ومنها ما يفعله الآن مع شعبه، مع أنه جاء كي يحسن وضعهم قبل 42 سنة. ومن غرائب الزعيم أن حراسته الشخصية تقتصر على النساء لأسباب غير معروفة إلا عنده! وهو مهووس بارتداء ملابس غريبة الألوان والأشكال، يقال إنها من تصميمه. ويحب أن يضع على صدره خريطة قارة إفريقيا بعد أن تخلى عن فكره العروبي. يعيش في خيمة "راقية" منذ أن قصفت الطائرات الأميركية منزله في عام 1984 وقد نجا بأعجوبة. وتطول قائمة غرائبه لتصل إلى شنه حرباً على شعبه، حيث لم يجد عيباً في الاستعانة عليه بقوات مرتزقة إفريقية وأوروبية. ينفق أموال الشعب الليبي ببذخ على طموحاته السياسية وللتعويض عن أخطائه من دون أي إحساس بالحرج. هناك الكثير من المفاجآت، بعضها لا يمكن ابتلاعه بسهولة. الساحر يتوقع أن يصاب أفراد قوات التحالف بـ"سواد وجه" لأن المربوط الليبي سيقتلهم جميعاً. وفي ظني أنه غاب عن "الساحر الاستراتيجي" أن يكون بين جن "المربوط الليبي" من يتناول الحشيش من الزعران أو فرد من تنظيم "القاعدة" أو جني خائن، وحينها لا يمكن استبعاد إمكانية أن يركب الزعيم "بساط الريح" هارباً من مطاردة الجن له درباً درباً... زنقة زنقة... وتخيب توقعات الساحر. الغريب في قدرات هذا الساحر أن الزعيم لم يستخدمه في استرجاع الأراضي العربية المحتلة، ولا في إعادة القدس من أيدي إسرائيل، فكان الأولى به طرد العدو الصهيوني أو تدمير كل من يشن حرباً على الزعيم الذي لا يتوانى عن استخدام ما يمكن أن ينقذ كرسيه ويحفظ له ألقابه الكثيرة، وأحبها إليه: "ملك ملوك إفريقيا"، و"عميد القادة العرب"!