في نهار يوم حار، وفي إحدى المناطق العشوائية القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، تسير طفلة أفغانية أمام طفل آخر من بني جلدتها... فهما يعانيان بصورة أو بأخرى مرارة اللجوء، ويواجهان حرارة الشمس بأكياس بلاستيكية، فلا وجود لقبعات ولا "شمسيات" تقيهما سخونة الجو في ساعات الظهيرة. ربما يسيران بلا هدف، فأوقات الفراغ لديهما طويلة وساعات اللجوء بطيئة بطيئة تحتاج إلى من يقتحم مللها بالسير أو اللعب. لا توجد حديقة أطفال في الملجأ، وليس ثمة تسلية يوفرها لهما أحد في محل إقامتهما سوى السير في محيط المكان. العزاء الوحيد أنهما لا يدركان في هذه المرحلة العمرية مرارة اللجوء والبعد عن الوطن، لكن مع مرور الوقت ستتفتح مخيلتهما على واقع صعب واغتراب عن الوطن قد يطول.