قرأت يوم أمس مقال جيمس زغبي، وبعد مطالعتي له، أود الإعراب عن إعجابي واتفاقي مع جل ما ورد فيه. أجل إن التغيير الفعلي والناجح في البلدان العربية لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل، ولنا في مصر وتونس خير مثال. فنجاح الثورتين هناك (حتى الآن على الأقل) إنما يعزى لحقيقة أن التغيير أملته حاجة داخلية وجاء نتيجة حراك شعبي عفوي. ولو أن جهة خارجية ما هبت لتقديم المساعدة للمحتجين في تونس أو مصر – رغم عدالة قضية المحتجين - لما كتب للثورتين النجاح ربما، لأن يد الأجنبي مشبوهة دائما، وتضر أكثر مما تفيد. ولذلك، فإن حقيقة أن يكون التغيير نابعاً من الداخل كان شرطاً أساسياً لنجاح الثورة، إضافة إلى شرط آخر لا يقل أهمية ويتمثل في سلميتها، لأنه لو أن المحتجين – على عدالة قضيتهم – لجأوا إلى العنف، لكانوا أعطوا للنظام مبرراً لاستعمال قدر أكبر من العنف، ولكانوا خسروا تعاطف وتضامن بقية أطياف الشعب معهم، الذين يمثلون الأغلبية الصامتة. محمد الوردي-الدار البيضاء