سجال حول السلاح الروسي...وأستراليا غير ملتزمة بـ"معايير كوبنهاجن" هل ثمة من يحاول التشكيك في مستقبل الصناعات العسكرية الروسية؟ وماذا عن صفقة طائرات التدريب الكورية الجنوبية التي تحتاجها إندونيسيا؟ وكيف ألحق "تسونامي" اليابان الضرر بطلاب التعليم العالي؟ وإلى مدى يتنامى حجم الانبعاثات الكربونية في أستراليا؟ تساؤلات نعرض إجاباتها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. تنافسية السلاح في مقاله المنشور بـ"البرافدا" الروسية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "من يريد طرح صفقة وداع الأسلحة الروسية؟"، أشار "سيرجي بالماسوف" إلى تقرير ورد في مجلة "دير شبيجل" الألمانية، ويحمل مزاعم مفادها أن الصناعات الدفاعية الروسية غير قادرة على تصنيع منتجات عالية التقنية، مما يدفع موسكو إلى شراء معدات عسكرية من الخارج. وتتساءل "دير شبيجل" عن البلد الذي سيربح 500 مليار يورو، في إشارة إلى البلد الذي يُفترض أن موسكو ستستورد منه أسلحة. الكاتب يتساءل ما الذي جعل صحفيين ألمان وروس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج؟ يبدو أنهم لاحظوا أن الجنرالات الروس بالكاد يظهرون إلى جوار منصات عرض السلاح الروسي في المعارض الدولية المعنية بالصناعات العسكرية، وبدلاً من ذلك يقضون المزيد من الوقت في معارض منافسيهم...هذا الكلام لم يقبله "نيكولاي نوفيشكوف" رئيس تحرير وكالة "آرمس-تاس"، الذي اعتبر ما نشرته المجلة الألمانية ليس إلا انعكاساً لرأي صحفي، واحد...وهذا لا يعني أن ما ورد هو الحقيقة المطلقة. الصحفيون الألمان يقولون أيضاً إن وزارة الدفاع الروسية تعترف بحقيقة تراجعها أمام المنافسين من حيث جودة الأسلحة، كحلف شمال الأطلسي والصين وهؤلاء الصحفيين يتخذون من الصفقة التي أجرتها موسكو لشراء سفن حربية فرنسية دليلاً على ذلك، إضافة إلى تصريح لـ"إلكسندر بوستنكوف" قائد القوات البرية الروسية انتقد فيه الدبابة الروسيةT-90 . واعتمد الصحفيون الألمان في استنتاجهم على تصريحات أطلقها "أناتولي سيردوكوف" وزير الدفاع الروسي في مارس الماضي مفادها أن خطة إعادة تسليح الجيش الروسي قد فشلت. المجلة الألمانية نوّهت أيضاً إلى عدم إنجاز ثلاثة من برامج التسلح الروسية، فهناك حاجة إلى 25 قطعة بحرية و116 طائرة لكن لم تحصل القوات الروسية إلا على 22 طائرة حربية و3 قطع بحرية. وضمن هذا الإطار يرى "كونستاتين سيفكوف" نائب رئيس "أكاديمية القضايا الجيوسياسية" أن المجلات الأجنبية على حق في مسألة واحدة وهي أن المجمع العسكري الروسي في أزمة. صفقة طائرات خصصت "كويا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الخميس الماضي لرصد أصداء اختيار إندونيسيا لشركة "كوريا إيروسبيس إندستريس" كمورد لطائرات تدريب تعمل بسرعة الصوت من طراز T-50. الصحيفة تقول إن تفاصيل الصفقة وما يتعلق بموعد تسليم الطائرات وسعرها سيستغرق وقتاً... وكان متوقعاً أن تفشل الصفقة، خاصة في مراحلها الأولى، ذلك لأن إندونيسيا كانت تفضل طائرات التدريب الروسية من طراز YAK-130. الشركة الكورية خفضت سعر المحركات والتجهيزات الإلكترونية المرفقة بالطائرات، وفي فبراير الماضي أوفد الرئيس الإندونيسي بعثة إلى العاصمة الكورية الجنوبية للمضي قدماً في الصفقة. وحسب الصحيفة، فإن كوريا لجنوبية التي تتعرض لتهديدات من جارتها الشمالية، تحتاج إلى تعزيز صناعتها العسكرية، وذلك لأسباب أمنية، لكن المشكلة هي أن الطلب الداخلي وحده لن يجعل هذه الصناعات مربحة، ما يجعل من الضروري تعزيز صادرات كوريا الجنوبية من السلاح. وتتنبأ الصحيفة بأنه إذا نمت الصناعات العسكرية الكورية الجنوبية وفق ما هو مخطط لها، فإنها ستوفر 50 ألف فرصة عمل جديدة... محنة الطلاب في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "الطلاب الأجانب منذ الكارثة"، قالت "جابان تايمز" إن من بين العواقب الكثيرة التي نجمت عن كارثة "تسونامي"، هي الخوف الذي انتاب الأجانب وجعلهم يخشون القدوم إلى اليابان، وهو ما تراه الصحيفة أكثر العواقب إحباطاً. وضمن هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أنه- حسب بيانات وزارة السياحة- قد تم إلغاء نصف مليون حجز في الفنادق. كما تراجع عدد الطلاب الأجانب الذين يخططون لاستكمال دراستهم في اليابان، مما يعد انتكاسة خطيرة على طريق جعل التعليم العالي في اليابان أكثر عالمية. ويُشار إلى أن الحكومة اليابانية أعلنت في 2008 عزمها استقطاب 300 ألف طالب أجنبي في مراحل التعليم العالي، وبالفعل نجحت العام الماضي في استقطاب نصف هذا العدد تقريباً. وخلال العام الجاري، يتردد الطلاب الأجانب في القدوم إلى اليابان خوفاً من الإشعاعات التي تلت كارثة فوكوشيما. كثير من هؤلاء الطلاب ألغوا ارتباطهم مع المؤسسات التعليمية اليابانية، ومنهم من ينتظر لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور. وحسب الصحيفة، ثمة أولويات مُلحة تشمل توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للمتشردين في منطقة "توهوكو"، وصحيح أن التمويل محدود، لكن لا بد من الاهتمام بقرابة 3 ملايين طالب ياباني في مرحلة التعليم العالي، ولا مناص من الاهتمام بتعليم الأجيال المقبلة. وعلى اليابان أن تمضي قدماً في التبادل التعليمي والثقافي حتى في الظروف الصعبة، لأنها تتطلب تواصلاً وتفاعلاً أكثر من أي وقت مضى. جميع الطلاب الذين يدرسون في اليابان سيتعلمون ما هو أكثر من المناهج التي يدرسونها، فهم سيتعلمون حقائق مهمة حول التعافي من كارثة طبيعية وأخرى من صنع البشر. تلوث "كربوني" "بين باكهام" سلّط الضوء في تقريره المنشور أول أمس في "ذي أستراليان" على صناعة الحديد والصلب ومدى مساهمتها في ارتفاع نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري. فتحت عنوان "الحديد والصلب يفاقم التلوث الكربوني وهذا يظل تحدياً واضحاً"، استنتج "باكهام" أن أستراليا تشهد نمواً في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، بلغت نسبته العام الماضي 0.5 في المئة. وثمة تقرير رصد انبعاثات الربع الأخير من 2010 في أسترالياً، أوضح أن البلاد لا يزال أمامها طريق طويل كي توفي بما ورد من التزامات في قمة كوبنهاجن، والتي تنص على تخفيض الانبعاثات بحلول 2020 بنسبة 5 في المئة (على أساس عام 2000). أستراليا تنتج 543 طناً من الكربون – باستثناء الكربون الناجم عن النشاط الزراعي- وهو رقم مرتفع، حيث يتعين أن يصل إلى 475 طن كربون ، كي تكون البلاد ملتزمة بالمعايير الدولية للحد من الاحتباس الحراري. اللافت أن الانبعاثات تنامت رغم انخفاض نسبة الغازات الكربونية الناجمة عن محطات توليد الطاقة، حيث تم انتهاج سياسات لإنتاج الكهرباء من مصادر أخرى غير حرق الفحم. لكن الانبعاثات الناجمة عن النشاط الصناعي شهدت زيادة وصلت إلى 13.4 في المئة بسبب النمو الحاصل في إنتاج الحديد والصلب، والذي بلغ 44 في المئة. وعن التلوث بغاز الكربون في أستراليا، يقول "كريج كومبت" وزير التغير المناخي: رغم التراجع المؤقت في التلوث الكربوني، والذي يأتي نتيجة لتراجع الطلب على السلع الأسترالية، خاصة في مرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية، فإن التحدي الرئيسي يكمن في تخفيض التلوث الكربوني الناتج عن كافة القطاعات الإنتاجية في المستقبل. زيادة الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الحديد والصلب تأتي في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بمنح هذا القطاع استثناء من ضريبة الكربون،، علماً بأن قطاعات لإنتاجية أخرى كالمواد الغذائية تكرر المطلب نفسه. إعداد: طه حسيب