إذا ما أمكن القول إن مصر وتونس اللتين كثيراً ما تم تقديمهما في الأعوام الأخيرة كنموذجين لمزايا سياسة الانفتاح ونظام السوق والتطوير السياحي... قد أنجزتا بنية تحتية قوية تصلح كقاعدة للانطلاق التنموي، فإنه أيضاً يمكن القول إن ثورتيهما الأخيرتين كشفتا درجة عالية من التعرض والانكشاف، إن لم نقل الضعف والهشاشة، في ذلك الإنجاز التنموي الذي طالما كان محل تقدير وإشادة من قبل البعض. وهنا يلزم أن نلاحظ أن اقتصاداً يقوم في الأساس على السياحة والتجارة وغيرها من القطاعات الخدمية والترفيهية، وليس على الإنتاج السلعي الصناعي والزراعي، هو اقتصاد يظل عرضة للأزمات. صحيح أن ثمة بنية تحتية قد تكونت في البلدين خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لكن ليس في ذلك ما يمكن اعتباره قاعدة صلبة للتنمية، لاسيما أن الإطار السياسي لتلك التجربة شابَهُ الكثيرُ من العيوب والانحرافات التي وصلت به إلى أن أصبح هدفاً لغضب داخلي أطاح أخيراً بكل ما قيل إنه ثمار لعشرات السنين من الجهود في مجال التنمية والإعمار والتطوير. خالد أحمد -المغرب