"2011... ماذا يخبئ؟"، عنوان المقال الأخير للدكتور عبدالله خليفة الشايجي، وقد علق فيه على الثورات التي اندلعت وتندلع في عدة دول عربية منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى الطبيعة التراجيدية لما أحدثته تلك الثورات من تغيير في الواقع السياسي العربي، ومتوقعاً في الوقت نفسه أن تتواصل دينامية الثورات إلى أجل غير معلوم. لكني أختلف مع الكاتب في هذه النقطة، وأرى أن تعثر التجربة في ليبيا أحدث أثراً معنوياً على كثير من دعاة "الثورة"، وسوف يضع حداً لكثير من التحركات الاحتجاجية في الدول العربية الأخرى، كما أن الواقع الذي انتهت إليه الحالة في كل من تونس ومصر لن يكون مشجعاً لأي شارع عربي آخر على المجازفة بإطلاق حركة احتجاج قد تتحول إلى حالة من الفوضى والانفلات، أو حتى إلى ذريعة للتدخلات الخارجية كما هو الحال في ليبيا. لذلك أتوقع أن ما تبقى من عام 2011 سيكون زمناً عادياً جداً بمقاييس ما قبل انتحار البوعزيزي، وذلك باعتبار أن ما حدث هو مجرد حالات محلية غير قابلة للتعميم والتكرار. جمال محمود -أبوظبي