في مقاله الأخير، "أحداث سوريا... أي إصلاح موعود؟!"، علّق جيفري كمب على الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ عدة أسابيع، والتي تعاظم مدها في الأيام الأخيرة بشكل خاص، مشيراً إلى أن أحد أسبابها الرئيسية هو تلك الوعود الإصلاحية المقدمة منذ عدة أعوام، والتي تم التأكيد عليها مجدداً في الأسابيع الأخيرة، لكن دون أن يتحقق منها شيء، خاصة لجهة إلغاء قانون الطوارئ وإطلاق الحريات السياسية والإعلامية. وإلى جانب هذا فقد لعبت وسائل الإعلام الحديثة دوراً كبيراً في دفع الاحتجاجات وتوسيعها، ليس فقط كونها مثلت قناةً لانتقال عدوى الثورات العربية التي لم يبق بيت سوري إلا دخلته مع روحها الجديدة وشعاراتها الجذابة، ولكن أيضاً لأن الفضاء الافتراضي (الإنترنت) مثل بالنسبة للنشطاء السوريين بديلاً عن الحيز الواقعي للعمل السياسي المحظور قانونياً، كما أن البث الإعلامي لصور التعامل الأمني مع المحتجين أثار غضب قطاعات من الشارع السوري رفدت حركة الاحتجاج بمزيد من المؤيدين. وهكذا كما قال كمب، فإن التكنولوجيا الحديثة لا تفضح ممارسات أجهزة الأمن فحسب، وإنما أيضاً تضع مزاعم الإصلاح لدى بعض الأنظمة أمام اختبار فعلي. كمال عواد -بيروت