لا يؤدي هذا الخط الحديدي إلى كابول أو قندهار أو مزار الشريف أو أي من المدن الأفغانية الأخرى... وليس لدى هذا الطفل السائر خلف نعاجه بين خطي الطريق، أية نية حتى الآن في العودة إلى وطنه أفغانستان، رغم كل ما شهدته وتشهده، وما أطلق من وعود بإعادة بنائها خلال العشرية المنقضية! فهنا في ضاحية العاصمة الباكستانية إسلام آباد يرعى هذا اللاجئ الأفغاني الصغير غنمه، ويحاول أن يتخير لها من العشب أفضله في هذا المكان، رغم ما في ذلك من خطر على حياته. عدد الغنم لا يتجاوز الثلاث نعاج التي نراها أمامه في الصورة، لكن رعايتها تستحق التضحية بدراسته والقفز على كل متطلبات تقتضيها طفولته... فثلاث نعاج تعني الكثير بالنسبة لعائلة مقيمة في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان، حيث يعاني عشرات الآلاف من الفقر والبطالة وتناقص العون الذي تقدمه وكالات الإغاثة الأممية. بيد أنه لا أحد هنا تقريباً ينوي العودة إلى أفغانستان، فالوضع في مخيمات اللجوء -على ما به من معاناة- يظل أفضل في نظر الكثيرين من الأحوال التي عليها أفغانستان اليوم!