في مقاله "سياسة أوباما... وحصاد التردد"، اعتبر مايكل جيرسون أن ذلك التردد أضرّ بفعالية الموقف الأميركي حيال ليبيا، وأعطى أمثلة على ذلك أهمها أن أوباما ظل مُحجماً عن التصرف إلى أن أصبحت قوات القذافي قريبة من بنغازي، بينما كان عليه اتخاذ هذا القرار عند ما أوشك الثوار في بداية الأزمة على الوصول إلى طرابلس. والحقيقة أن هذا التردد تجلى أيضاً في تولي الولايات المتحدة في البداية، وعلى استحياء، قيادة التحالف الدولي لتنفيذ الحظر الجوي على ليبيا وحماية المدنيين، ثم انسحابها من القيادة، قبل أن تقلص دورها في العمليات الجوية. وبالطبع فقد رأى كثيرون في هذا التذبذب أكثر من مجرد تردد، ليفترضوا وجود أجندة من تحت الطاولة بين واشنطن والقذافي... وإلا فما كانت العمليات العسكرية على الأرض لتتباطأ إلى هذا الحد الذي يجعل قوات القذافي تبدو قوية كما رأيناها خلال الأسابيع الماضية الأخيرة. من هنا أقول إن ذلك "التردد"، لم يضر بفعالية الموقف الأميركي فقط، بل بصدقيته أيضاً. علي السيد -القاهرة