قرأت مقال محمد عارف، "شعوب العالم تريد تغيير الفلوس"، فأصابتني الدهشة للمعلومات والأفكار التي تضمّنها حول النقود في العالم، لاسيما حين بيّن أننا في تعاملاتنا المالية اليومية، نمارس نوعاً من "النصب المنظم"، إذ ندفع مقابل السلع والخدمات أوراقاً نقديةً ليس لها في الواقع أي قيمة فعلية بمعزل عما نضفيه عليها نحن من "قيمة". وحتى ميزانية الدولة الأعظم في العالم، والتي تزيد على 12 تريليون دولار، هي أيضاً ليست سوى أرقام من الديون والالتزامات الورقية. عندئد لا عجب أن تحدث الكاتب عن "خدعة كبرى"؛ فلا وجود لفلوس حقيقية في النظام العالمي المكون من ديون فقط، بل إن الاحتياطي النقدي لأميركا كله قروض لبنوك خاصة! فالأمر إذن شبيه بألعاب السحر وخفة اليد، كما هو شبيه بالخيمياء القديمة حين تزعم تحويل الأحجار الخسيسة إلى أحجار ثمينة! توفيق محمد -أبوظبي