اختبار لـ"الناتو" في الأزمة الليبية...وفرنسا تكثف دورها العسكري أوباما وساركوزي وكاميرون يحددون موقفهم من الأزمة الليبية، والناتو يواجه مشكلة في التعاطي مع الواقع العسكري داخل ليبيا، وتنامي الانخراط العسكري الفرنسي على الصعيد الدولي، وبيرلسكوني يفصح عن نواياه السياسية...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة الأميركية. مصير يحدده الليبيون انفردت "نيويورك تايمز" أول أمس الخميس بنشر مقال لباراك أوباما وديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي،استنتجوا خلاله أن "الناتو" وشركاءه يتصرفون اليوم باسم الأمم المتحدة ووفق تفويض قانوني دولية غير مسبوق. المقال الذي حمل عنوان "طريق ليبيا إلى السلام" يرى كُتابه الثلاثة أن الشعب الليبي- وليس الأمم المتحدة- هو الذي سيختار دستوره الجديد، وينتخب قادته الجدد، ويكتب فصله الجديد في التاريخ. ولن يهدأ للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بال قبل أن يتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وقبل أن يختار الشعب الليبي مستقبله. معضلة "الناتو" في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "لنوقف لعبة اللوم"، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد أكثر من أسبوعين على هجمات "الناتو" التي تستهدف قوات القذافي، لا يزال العقيد يذبح شعبه، ولا يُبدي أي دليل على الاستسلام، ولهذا يتبادل حلف شمال الأطلسي اللوم، لكن يتعين على الحلف تجديد إحساس عام لدى أعضائه بهدف مشترك ووجهة واحدة. وتقول الصحيفة إن اللقاء الذي انعقد في الدوحة الأربعاء الماضي أحرز بعض التقدم حيث حضره حلفاء عرب وأفارقة، وتمخض عن اتفاق حول ضرورة تنحي القذافي، والدعوة لتسوية سياسية، والبحث عن وسيلة لضخ الأصول الليبية المجمدة كي يستفيد منها الثوار، لكن النزاع الرئيسي الدائر بين أعضاء "الناتو" يتعلق بـالطريقة التي يمكن من خلالها إقناع القذافي بوقف إطلاق النار. البريطانيون والفرنسيون محبطون من أن غارات "الناتو" الجوية المدعومة من الأمم المتحدة لم تجبر القذافي على الرحيل، ولم تمنعه من قصف مدينة مصراتة التي تعاني من حصار دام ستة أسابيع. الصحيفة نوهت إلى صعوبة الموقف حيث يواجه الثوار- غير المدربين- جيشاً مجهزاً بأسلحة ثقيلة، كما أن النزاعات التكتيكية و غياب أهداف واضحة تجعل المسألة أكثر صعوبة... وبعد سحب الطائرات الأميركية من العمليات الموجهة ضد جيش القذافي، وانتقال المسؤولية لفرنسا وبريطانيا، وبعد قيام القذافي بإخفاء قواته داخل التجمعات السكنية، فإن لندن وباريس تصران على مشاركة دول أخرى في التحالف للهجوم على أهداف برية ليبية، وليس فقط تعزيز الحظر الجوي. وترى الصحيفة أن أوباما كان على حق عندما ترك الأوروبيين يقودون العمليات، ويتعين على دول أخرى كإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وهولندا تقديم المزيد من المساعدات، فحتى الآن لا يشارك في العمليات سوى ست دول في الحلف من أصل 28 عضواً، وينبغي على "الناتو" التعاون بصورة أفضل مع الثوار الليبيين لاختيار الأهداف البرية التي يجب استهدافها. الصحيفة استنتجت أن ما يجري في ليبيا اختبار لـ"الناتو"، والوقوف على ما إذا كان سينجح في مهمة اقتصر الدور الأميركي فيها على الدعم وليس القيادة؟ النتائج قد تكون مُلبسة، لكن سلاماً سريعاً سيصب في مصلحة أوروبا المباشرة، وذلك على رغم تدفق عدد كبير من المهاجرين إليها. ونصحت الصحيفة التحالف بأن يسمح لبعض الدول بتسليح الثوار، على أن تكون الأسلحة دفاعية، وأن يتلقى الثوار تدريباً عليها. وبما أنه لا توجد تسوية سياسية للأزمة الليبية من دون رحيل القذافي، فإن على الغرب وشركائه مواصلة الضغط السياسي والاقتصادي عليه حتى يرحل... نشاط فرنسي خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي لرصد تطورات الموقف الفرنسي تجاه الأزمات التي تمر ببعض البلدان الأفريقية. فتحت عنوان "مزيد من العزم الفرنسي تجاه أفريقيا"، توصلت الصحيفة إلى استنتاج مفاده أنه ينبغي على العالم أن يثني على فرنسا كونها لعبت دوراً عسكرياً قيادياً في ليبيا وساحل العاج. فرنسا أسهمت في إلقاء القبض على "لوران جباجبو" في ساحل العاج الذي رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في بلاده بعدما فاز بها "الحسن وتارا". وخلال الأسابيع الأخيرة شهد العالم انخراطاً عسكرياً فرنسياً في ليبيا لفرض منطقة حظر طيران بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وبمشاركتها العسكرية في أفغانستان، فإن فرنسا الآن تمر بمرحلة نشاط عسكري على الصعيد العالمي هي الأبرز منذ خمسينيات القرن الماضي. لكن هذا النشاط لا يعكس صورة "الأمة العظيمة" في التاريخ الفرنسي، لأنه يتأثر بظروف تحد من الإطار الأيديولوجي لتلك الصورة التي ترمي إلى نشر قيم الديمقراطية المولودة من رحم الثورة. قمع دموي في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، والمعنونة بـ"قمع سوريا الدموي"، لفتت "واشنطن بوست" الانتباه إلى أن خبراء غربيين قالوا قبل عدة أشهر إن الاضطرابات التي تشهدها بعض بلدان الشرق الأوسط، لن تصل إلى سوريا، لأن معاداة بشار الأسد لإسرائيل والولايات المتحدة أكسبته شعبية. وحتى عندما اندلعت التظاهرات في مدينة درعا السورية، قال الخبراء إنه من غير المحتمل أن تنتشر التظاهرات في مناطق أخرى من البلاد، لأن السوريين يرغبون بقوة في الاستقرار، وأن الرئيس بشار سيطرح إصلاحات مهمة...الآن انتشرت التظاهرات في عشرات المناطق السورية، وسادت وجهة نظر مفادها أن النظام الذي يطرح أي إصلاحات، قادر على محو هذه الإصلاحات بالقوة. وحسب الصحيفة، فإن الشيء المؤكد هو أن السوريين الذين يتوقون إلى نهاية نمط الدولة البوليسية، لم يتلقوا أي دعم من الولايات المتحدة، أو من دول أخرى تزعم دعم الحرية في الشرق الأوسط. أوباما ووزيرة خارجيته انضما إلى الحكومات الأوروبية في إدانة التعامل الرسمي السوري مع التظاهرات، واستهداف المدنيين غير المسلحين. الرئيس الأميركي وصف العنف في سوريا بـ"البغيض"، لكن الصحيفة استغربت من وصف "إصلاحي" الذي أطلقته هيلاري كلينتون قبل أسبوعين على الرئيس السوري، وخلال الأسبوع الماضي، طالبت وزير الخارجية الأميركية، الأسد وحكومته، باحترام حقوق الشعب السوري. ولم يعقب هذه التصريحات أي تحركات حقيقية، فثمة خطوات ممكنة كفرض عقوبات ضد من ينفذون القمع، وإدانة السلوك السوري عبر قرار يتم طرحه على مجلس الدولي، وسحب السفير الأميركي في دمشق الذي وصل هناك قبل عام...وكلها خطوات تعتبرها الصحيفة صفعة للنظام. الدعوة لاتخاذ خطوات تبدو مهمة، وذلك على الرغم من تردد الإدارة الأميركية، التي تخشى من أن تغيير المشهد في سوريا سيؤدي بها إلى الفوضى والحرب الأهلية. وتختتم الصحيفة بالقول: لنجعل الأمل لدى السوريين الشجعان يثبت خطأ توقعات الخبراء. جديد "بيرلسكوني" في تقريره المنشور بـ"لوس أنجلوس تايمز" أمس، سلطت "جانيت "ستوبارت" الضوء على تصريح أطلقه رئيس الوزراء الإيطالي "سيلفيو بيرلسكوني" مفاده أنه لا ينوي خوض الانتخابات المقبلة، التي ستحل بعد نهاية ولايته في 2013، كما أنه لا ينوي الترشح لمنصب رئيس إيطاليا. كاتب التقرير ينسب ما تسرب من تصريحات بيرلسكوني للقاء جمع السياسي الإيطالي مع مجموعة من الصحفيين الأجانب. لكن بيرلسكوني سيظل عضواً في حزب "شعب الحرية". ولمح رئيس الوزراء الإيطالي إلى "أنجلينو ألفانو"، وزير العدل في حكومته كمرشح مناسب لخلافته. إعداد: طه حسيب