Political Science Quarterly صحوة جمهورية وتشريح نووي ملفات سياسية عديدة شملها العدد الأخير من دورية Political Science Quarterly التي تصدر كل ثلاثة شهور عن "أكاديمية العلوم السياسية في نيويورك"، فتحت عنوان "إعادة الانبعاث الجمهوري عام 2010"، يحلل "جارسي سي جاكوبسون" ما تم في انتخابات التجديد النصفي، ويعتبر النتيجة التي أسفرت عنها تلك الانتخابات بمثابة استفتاء على أوباما يحدد بدرجة ما احتمالات فوزه في انتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2012، وهو يرى أن الأسباب وراء النتيجة التي انتهت إليها تلك الانتخابات ترجع إلى خيبة الأمل التي ساورت الكثير من الأميركيين جراء عجز أوباما عن الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، وعجزه عن التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وعن تخفيف الأعباء التي عاناها كثير من الأميركيين، وكذلك عجزه عن حل مشكلة البطالة، وأدائه الإشكالي بالنسبة للعديد من القضايا الداخلية الأخرى، وكذلك القضايا الخارجة... مما أتاح الفرصة للجمهوريين الذين كانوا قد تعرضوا لهزيمة قاسية أمام الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2008، كي يعيدوا تنظيم صفوفهم، ويعودوا مجدداً للساحة، والفوز بتلك الانتخابات، والسيطرة على مجلس النواب، وتدعيم وضعهم بالحصول على مزيد من المقاعد في مجلس الشيوخ. وتحت عنوان "تشريح الحالة النووية: أوهام زائفة وحقائق عملية"، يقدم "ريتشارد وايتس" تحليلاً معمقاً للسياسات الدولية المتعلقة بالمسألة النووية، عبر "تشريح الوضع النووي في العالم"، وذلك باستخدام تكنيك علمي دقيق وجديد، يوظف الطرائق الاستقصائية المختلفة التي يمكن من خلالها تحديد مصدر وتاريخ المادة النووية. ويعرب المؤلف في سياق تحليله عن القلق من أن العديد من المحللين التابعين للحكومات المختلفة، يقللون من أهمية الصعوبات التي يواجهونها في سياق تأسيس نظام فعال لـ"التشريح النووي"، رغم أن ذلك النظام التشريحي يعد شرطاً رئيسياً لاستراتيجيات التعامل مع الكوارث النووية التي يفاجأ بها العالم من وقت لآخر. "وجهات نظر": الإنفلونزا والسياسة في العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر"، لاحظت اتريشيا جاتسبي، تحت عنوان "الإنفلونزا: من الطيور إلى الخنازير... ومن الآسيوية إلى الإسبانية"، أنه لا يكاد يمر عام دون ظهور سلالة جديدة من الإنفلونزا في إحدى مناطق العالم، بعضها يوقع مئات الضحايا وبعضها يمر بقليل من الأضرار. ثم توضح أن سر خطورة هذا الفيروس هو قدرته على الانتقال من الدواجن إلى البشر، لكنه يجب أن ينتقل من الطيور إلى الخنازير أولاً حيث تبدأ التغيرات الجينية التي تجعل السلالة تصيب البشر وتسبب أوبئة كبيرة. أما فاطمة أيوب فتذكر في مقالها المطول، "كابول... هذا وقت السياسة"، أنه بينما كان الجنود الغربيون يحتفلون بعيد الميلاد العاشر لهم في أفغانستان، ظهرت عبارة "المرحلة الانتقالية"، أو عملية نقل المسؤولية الأمنية من القوات الغربية إلى القوات الأفغانية. لكن لكي يتحقق الأمل الذي يستمده الجنود العاديون من ذلك المصطلح، لابد أن يبدأ قادة الغرب في صياغة استراتيجية سياسية واضحة في التعامل مع أفغانستان، وإلا فستظل البلاد في حالة حرب. وتحت عنوان "الديمقراطية على الطريقة الإسلامية بين أردوجان والإخوان"، يرى إبراهيم الهضيبي في تجربة حزب "العدالة والتنمية" التركي ما يستحق المتابعة والبحث للاستفادة منها في فهم أسباب النجاح، قائلاً إنها خلطة تركية تمثلت في توليفة كبيرة من المواقف السياسية قد تختلف في صحتها وخطئها من قطر لآخر، لكن منهجيتها واحدة. والمقوم الأهم لتلك التجربة -حسب الكاتب- هو فهم الواقع السياسي بمستوياته المختلفة؛ المحلية والإقليمية والدولية، وبتداخلات الداخل والخارج فيه. وهنا يبرز الكاتب الطبيعة المعقدة للواقع السياسي التركي ذاته؛ فمحلياً تعانى تركيا انقساماً حاداً بين الإسلاميين والعلمانيين، إلى جانب الصراع العرقي التركي الكردي، الذي يسبب حرجاً شديداً لأنقرة في مسألة حقوق الإنسان، وخاصة مع محاولات الانضمام للاتحاد الأوروبي.