أعتقد أن سير سيريل تاونسند كان مصيباً حين أوضح في مقاله "مجلس الأمن والإصلاح"، أن مؤسسة أممية مثل مجلس الأمن الدولي، لا يمكن أن تظل على ما هي عليه طيلة 65 عاماً دون تغيير أو تجديد، رغم ما مر ويمر به العالم من تحولات عميقة وتغيرات عاصفة مست سائر مرتكزاته، بدءاً من نهاية عصر الاستعمار الكلاسيكي، وظهور حوالي 160 دولة جديدة، وتغير نمط القطبية العالمية من الثنائية إلى الأحادية، ثم أخيراً إلى التعددية. فإبقاء القرار العالمي بأيدي خمس دول بشكل دائم، هو مما يتعارض مع مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، ويقوض الفكرة الديمقراطية في العلاقات الدولية لصالح فكرة الغلبة والتسلط. صحيح أن إعادة هيكلة مجلس الأمن عبر توسيع عضويته وضم بعض الدول الصاعدة في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية... هو عملية دونها بعض التعقيدات والصعاب، لكنها مع ذلك يسيرة إذا ما توفرت النية للإصلاح، وتبلور بعض الاستعداد اللازم مبدئياً للتخلي عن النفوذ المتراكم طيلة عقود لدى الدول دائمة العضوية في المجلس! محمد جواد -أبوظبي